قائد محب لذاته
قائد محب لذاته
إن الإنسان الذي يحب ويحترم ذاته لا يجد صعوبة في قيادة نفسه، كما لا يجد صعوبة في قيادة الآخرين ورعايتهم، والقائد المحب لنفسه واقعي في توقعاته ويفهم جيدًا متناقضات الواقع التي قد تصدم الإنسان وتسبب له مشاعر استياء، ومثل هذا القائد هو ما نحتاج إليه هذه الأيام.
وهناك بعض الأمور المهمة لهذه المتناقضات، والتي قد توفر عليك الكثير إذا كنت شخصًا عاديًّا أو بالأخص قائدًا، منها أن حبك للآخرين واهتمامك بهم لا يعني بالضرورة أن يبادلوك نفس الحب والاهتمام، إذ إن هناك الكثير من الأشخاص ينتظر من الآخرين أن يبادلوه نفس الحب والعطاء الذي يقدمه لهم، وحين لا يجد منهم ذلك يصاب بإحباط شديد، ويتوقف عن البذل والعطاء لمجرد أنه ليس لديه هذه الفكرة المسبقة عن طبيعة الأشخاص.
أيضًا لا بدَّ أن تعلم أن كل الناس لن يرضوا عن عدالتك في توجيه حبك لمؤسستك ونفسك والعاملين معك والعملاء والمجتمع، فلا تشغل نفسك في السعي وراء كل هؤلاء لتبرير وجهة نظرك أو أن تخل بميزان العدالة لإرضاء أحد الأطراف، فنتيجة ذلك ستكون أسوأ بكثير مما أنت فيه الآن، بل تمسك بعدالتك تلك.
إن القيادة بالحب هي قيادة التغيير، ورسالتها في ذلك هي رعاية نمو الآخرين لمواجهة متطلبات التغيير، ولكن قد يقابل التغيير بالمقاومة وسوء الفهم وعدم التقدير، والقائد المحب لا يتوقف عن العطاء حتى وإن تحول إلى جندي مجهول، أو نسيه الآخرون وأنكروا فضله.
وعلى العكس من ذلك نجد القائد الذي لا يحب نفسه ولا يحترم ذاته، لا يقبل النقد ولا يسمع إلا ما يحب أن يسمع، ولا يساعد الآخرين على النجاح ولا يسمح لهم بالتفوق، ولا يعترف بأخطائه ولا يعتذر عنها، ولا يتنازل عن آرائه حتى وإن ثبت خطؤها.
الفكرة من كتاب الإدارة بالحب
إن الحب هو سحر الأمومة، والإدارة بفطرة الأمومة تخضع لنفس السحر، فالحب هو الأداة الرئيسية والعصا السحرية لهذه الفلسفة الإدارية الجديدة، وتناقش الكاتبة نوعًا من أنواع القيادة تسميه القيادة بفطرة الأمومة، وما ينتج عنه من حب المؤسسة وحب العاملين وحب العملاء وحب المجتمع وحب القائد لنفسه.
مؤلفة كتاب الإدارة بالحب
كاثلين سانفورد، كاتبة أمريكية، ورئيسة المنظمة الأمريكية للممرضين التنفيذيين (AONE) في عام 2006.
من أهم كتبها: كتاب “الإدارة بالحب”.