إحصاءات وأرقام
إحصاءات وأرقام
هذه الحكاية حكاية أستاذ إحصاء متخصص، خطر له وهو في السجن أن يكتب تاريخ حياته بلغة تلغرافية مركزة كما هي عادته في تدوين الإحصاءات، فكتب بالتواريخ منذ أن وُلد ثم انتقل للكتابة عن تفوقه ونجاحه منذ أن كان صغيرًا، وكتب أيضًا عن توليه منصبًا مرموقًا في الدولة في سن صغيرة وفي مركز حساس “مدير بنك” تمامًا كم كان يحلم، ومن هنا ومع الوقت بدأ يتعرف على السراديب والأبواب الخلفية والطرق الجانبية التي توصل إلى الكسب والنجاح السريع.
ثم كتب عن التحقيق الذي أُجري معه حول ثروته وكيف خرج من التحقيق نظيف اليدين طاهر السمعة، وعاد مرة أخرى ليتولى المناصب والمسئوليات الكبيرة، والتي كان من ضمنها مسئولية الزوج والأب ورب الأسرة لتنتهي مسيرته المهنية المزيفة في السجن، مدفوعًا بسجل من التهم والسرقات والجرائم التي كان قد نسيها من كثرة ما كُتب عنه من مديح، وما وُصف به من شرف ونزاهة.
لقد كان لأستاذ الإحصاء هذا نظرية مختلفة، فهو يرى أن كل الذمم يمكن شراؤها، والفرق بين ذمة وأخرى هو الثمن، وأن خطأه الذي تسبب في دخوله للسجن أنه لم يقدر ذمة النائب العام ولم يسارع لإغلاق فمه، وقرر أنه فيما بقي له من سنوات في السجن سوف يكتب عن موسوعة كبيرة في الإجرام وكيف تكون مجرمًا عظيمًا، وعن الجريمة الكاملة، وفي النهاية نجده أنه ومع ذلك كم يتألم ندمًا وحسرة وكم يتوق للمغفرة والتوبة.
الفكرة من كتاب الذين ضحكوا حتى البكاء
يضم الكتاب مجموعة من القصص القصيرة، يهدف من خلالها الكاتب إلى مناقشة عدة قضايا واقعية مختلفة بطريقة غير مباشرة منسوجة من الخيال ومحكية بأبسط العبارات وأكثر الأساليب متعة وتشويقًا، لافتًا إلى مشاعر طيبة وقيم عظيمة كالأمانة، ومحذرًا من الطمع والخيانة وما يترتب عليها من عواقب.
مؤلف كتاب الذين ضحكوا حتى البكاء
مصطفى محمود: فيلسوف وطبيب وكاتب مصري.
ألَّف العديد من الكتب في المجالات المختلفة الدينية والاجتماعية والفلسفية والسياسية، إضافةً إلى الروايات والمسرحيات والقصص القصيرة ومنها:
رائحة الدم.
شلة الأنس.
أكل عيش.