جولة في روضة الصلاة
جولة في روضة الصلاة
ويتنقل الكاتب بالقارئ بين أركان الصلاة ركنًا ركنًا، مبينًا فضلها ومكانتها، ذاكرًا أورادها وتسبيحاتها، فيبدأ بالركوع حيث الخضوع والذل لرب العالمين اعترافًا بالعبودية والمسكنة من العبد وإقرارًا بالعزة والجلال للرب سبحانه، حتى إذا فرغ العبد من ركوعه وأتمه ارتفع منه قائمًا حامدًا مثنيًا على الله سبحانه بما يليق بجلاله وعظمته وبما أوحاه إلى نبيه فعلمه للأمة.
ثم السجود حيث يُلصق العبد جبهته بأدنى المقامات ليترفَّع بذلك ويكون أقرب ما يكون من ربه وهو في ذلك الموضع! فيُرسل الأدعية والمخاوف والمناجاة ويستقبل السكينة والرحمات، ولا تنتهي كرامات السجود هنا، بل تمتد إلى العالم الآخر حيث يجتمع السجود مع الوضوء في وسم أصحابه وتمييزهم عن سائر الأمة، ويتجدد الدعاء مرة أخرى في جلوس العبد بين السجدتين، فحتى جلوسه موضع عبادة كوقوفه وركوعه وموضع دعاء وتنزيه أيضًا.
ويختتم العبد صلاته بجلسة التشهد، الجلسة التي جلسها الأنبياء والصالحون من قبله مبتدئًا بالثناء والتحية لله ولنبيه ولعباده الصالحين، ثم شاهدًا بالألوهية لله سبحانه وبالنبوة لنبيه محمد ﷺ رافعًا سبابته مباركًا ومثنيًا عليه ﷺ وعلى أبينا إبراهيم (عليه السلام) من قبله، خاتمًا تلك الجلسة بالتعوذ والدعاء بما شاء من خيري الدنيا والآخرة له ولغيره، فالصلاة دعاء لا ينقطع.
الفكرة من كتاب قناديل الصلاة
“إنما فرض الله الصلاة عمرًا، لا حركة ولا سكنة إلا صلاة!”.. بلغة أدبية رفيعة، وتعبيرات جمالية مدهشة يتجول بنا الكاتب في روضة الصلاة من الوضوء ابتداءً وحتى السلام منها انتهاءً، بصحبة الأولين والآخرين والملائكة أيضًا، مُذكرًا ومضيئًا لقنديل فريضة انطفأ وبهت وَهَجُ نورها في قلوب الكثيرين.
مؤلف كتاب قناديل الصلاة
فريد الأنصاري: عالم دين وأديب مغربي، حصل على الدكتوراه في الدراسات الإسلامية تخصُّص أصول الفقه، وعمل رئيسًا لقسم الدراسات الإسلامية بكلية الآداب في جامعة مولاي إسماعيل بمكناس في المغرب، وأستاذًا لأصول الفقه ومقاصد الشريعة بالجامعة نفسها، وشغل أيضًا منصب عضو المجلس العلمي الأعلى بالمغرب.
من مؤلفاته: “سيماء المرأة في الإسلام بين النفس والصورة”، و”ميثاق العهد في مسالك التعرف إلى الله”، و”التوحيد والوساطة في التربية الدعوية”، كما أن له أعمالًا أدبية منها: “آخر الفرسان” و”كشف المحجوب” وديوان “القصائد”.