حِليَة من ماء تجمعنا!
حِليَة من ماء تجمعنا!
ومن بوابة الصلاة الأولى إلى بوابتها الثانية حيث “الوضوء”؛ نعمة أخرى من النعم الجليلة التي كرَّم الله بها هذه الأمة وميَّزها من غيرها ورتَّب عليها عظيم الأجر والثواب، والوضوء شرط لا يسقط بشدة حرارة أو شدة برودة أو نحوهما، وهنا يكمن الجهاد والصبر.
ومما رُتِّب على الوضوء من جزيل الثواب ونُقل إلينا من طريق المصطفى ﷺ أن الله يمحو به خطايا العبد ويرفع به درجاته، وأنه ما إن توضأ عبد فغسل وجهه خرج من وجهه كل خطيئة نظر إليها بعينه، وكذا إذا غسل يديه خرج منها كل خطيئة بطشتها يداه، وهكذا حتى يخرج نقيًّا من الذنوب خمس مرات في اليوم بل وربما أكثر، وتُعرف أمة محمد يوم القيامة ويتمايز بعضها عن بعض من أثر الوضوء! بل وتُفتح لهم أبواب الجنة الثمانية يدخلون من أيها شاؤوا وليس لأحد يومها ميزة كهذه سواهم!
ولم يترك الشارع تفصيلة تتعلق بموضوع الصلاة إلا وبيَّنها وفصَّلها، فإذا قامت الصلاة فإلى أين يصلي الناس وإلى أين يتوجهون! فيجمع الشارع أمة الإسلام جميعًا في شتى بقاع الأرض منذ أكثر من ألف وأربعمائة سنة إلى وجهة واحدة، فقبلتك اليوم هي ذات قبلة المسلمين الأوائل، بل ويجمعهم على هيئة واحدة وصفة للصلاة يلتزم بها العربي والأعجمي على حد سواء، بل وتشاركهم فيها الملائكة في السماء أيضًا!
الفكرة من كتاب قناديل الصلاة
“إنما فرض الله الصلاة عمرًا، لا حركة ولا سكنة إلا صلاة!”.. بلغة أدبية رفيعة، وتعبيرات جمالية مدهشة يتجول بنا الكاتب في روضة الصلاة من الوضوء ابتداءً وحتى السلام منها انتهاءً، بصحبة الأولين والآخرين والملائكة أيضًا، مُذكرًا ومضيئًا لقنديل فريضة انطفأ وبهت وَهَجُ نورها في قلوب الكثيرين.
مؤلف كتاب قناديل الصلاة
فريد الأنصاري: عالم دين وأديب مغربي، حصل على الدكتوراه في الدراسات الإسلامية تخصُّص أصول الفقه، وعمل رئيسًا لقسم الدراسات الإسلامية بكلية الآداب في جامعة مولاي إسماعيل بمكناس في المغرب، وأستاذًا لأصول الفقه ومقاصد الشريعة بالجامعة نفسها، وشغل أيضًا منصب عضو المجلس العلمي الأعلى بالمغرب.
من مؤلفاته: “سيماء المرأة في الإسلام بين النفس والصورة”، و”ميثاق العهد في مسالك التعرف إلى الله”، و”التوحيد والوساطة في التربية الدعوية”، كما أن له أعمالًا أدبية منها: “آخر الفرسان” و”كشف المحجوب” وديوان “القصائد”.