روحك تختنق.. فأطلقها!
روحك تختنق.. فأطلقها!
إنسانُ هذا العصر تقيِّده رغباته وشهواته، فهو أقرب إلى الآلة منه إلى إنسان من دم وروح، آلة تعمل دون توقف للراحة أو للتفكير فيما تفعله أصلًا، ولقد غلَّب جانبه الطيني ولبَّى له حاجاته ونسي أن له جانبًا روحيًّا له احتياجات لا بدَّ أن تُلبى أيضًا، حتى لا يختل توازنه وينسى مع الوقت دوره وغايته التي خُلِق من أجلها، فكانت الشعائر وكذلك المناسك والعبادات.
ومن فضل الله على هذا الإنسان ومن رحمته به أنه خلقه ولم يتركه هملًا، فهو الذي خلق كل شيء فقدره تقديرًا وهو الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى، ومن ذلك أن أنعم عليه، بل على الكائنات كلها بأوقات سكينة وساعات تأمل لتتوقف فيها الأنفس، وتستريح من عناء الحياة وتُعيد الشحن وتسد الحاجة وتنصت لداعي الحق وبوابة الصلاة الأولى “الأذان”.
فتيسَّرت بذلك للإنسان السُّبل ومُهدت له طرق الوصال، فلم يبقَ إلا أن يخطو الخطوة الأولى، أن يتقدم قاصدًا مُريدًا تائبًا، فلا شيء يحول بينه وبين أن يقف بين يدي مولاه سوى نفسه والشيطان، وسيكفيه الله إن هو خطا أولى خطواته إليه، فهو الكريم الغني يقبل من ابن آدم البخيل الفقير سعيه القليل ولو كان شبرًا!
الفكرة من كتاب قناديل الصلاة
“إنما فرض الله الصلاة عمرًا، لا حركة ولا سكنة إلا صلاة!”.. بلغة أدبية رفيعة، وتعبيرات جمالية مدهشة يتجول بنا الكاتب في روضة الصلاة من الوضوء ابتداءً وحتى السلام منها انتهاءً، بصحبة الأولين والآخرين والملائكة أيضًا، مُذكرًا ومضيئًا لقنديل فريضة انطفأ وبهت وَهَجُ نورها في قلوب الكثيرين.
مؤلف كتاب قناديل الصلاة
فريد الأنصاري: عالم دين وأديب مغربي، حصل على الدكتوراه في الدراسات الإسلامية تخصُّص أصول الفقه، وعمل رئيسًا لقسم الدراسات الإسلامية بكلية الآداب في جامعة مولاي إسماعيل بمكناس في المغرب، وأستاذًا لأصول الفقه ومقاصد الشريعة بالجامعة نفسها، وشغل أيضًا منصب عضو المجلس العلمي الأعلى بالمغرب.
من مؤلفاته: “سيماء المرأة في الإسلام بين النفس والصورة”، و”ميثاق العهد في مسالك التعرف إلى الله”، و”التوحيد والوساطة في التربية الدعوية”، كما أن له أعمالًا أدبية منها: “آخر الفرسان” و”كشف المحجوب” وديوان “القصائد”.