التوبة وحال الأمة في رمضان الأخير
التوبة وحال الأمة في رمضان الأخير
أصبح العمر محدودًا، وليس من المعقول أن يهدم الإنسان ما بناه في رمضان من صيام وقيام وصدقة بنظرة حرام، أو كلمة فاسدة! لذا من المحبب ألا يقبل الإنسان بوقت ضائع ولا نوم طويل، وسواء أذنب المرء أم لا، فلا بدَّ من التوبة إلى الله من الذنوب كلها؛ فقد كان رسول الله ﷺ دائم الاستغفار والتوبة وكان يستغفر في اليوم أكثر من سبعين مرة لا يمنعه زمان ولا مكان.
ومن أركان التوبة أن تكون توبة صادقة جازمة لا رجوع للذنب بعدها أبدًا؛ كما قال رب العالمين: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا عَسَىٰ رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ﴾.
وكيف يقابل المرء ربه (عز وجل) وليس مهمومًا بأمته؟! أمة أصبحت جراحها كثيرة وأزماتها عديدة، فلسطين محاصرة، والعراق محتل، وأفغانستان كذلك، وهناك اضطهاد في الشيشان وتفتيش في السودان، وتدمير في الصومال، والمسلمون في غفلة؟
هل ينفع عندها عذٌر بأن المرء كان مشغولًا بمتابعة مباراة رياضية أو فنية، أو حتى مشغولًا بنفسه وأسرته؟! حتى ولو كان المرء مشغولًا بصلاته وقيامه، فلقد أفطر رسول الله ﷺ وأمر المسلمين بالفطر وهم متجهون إلى مكة ليفتحوها بعد خيانة قريش وبني بكر، فالصيام يؤخَّر، والجهاد لا يؤخَّر.
الفكرة من كتاب رمضان الأخير
يحاول الكاتب هنا تعليم القارئ كيف لا يجعل رمضانه القادم كأيِّ رمضان سابق، كيف يكون رمضان إذن بلا تذوُّق لذة القيام وحلاوة تلاوة القرآن وكثير من العبادات، وماذا لو كان رمضان القادم هو رمضانك الأخير؟!
مؤلف كتاب رمضان الأخير
راغب السرجاني: كاتب مصري، وُلِدَ عام 1964، وتخرج في كلية الطب جامعة القاهرة، ثم نال الماجستير والدكتوراه، وأصبح أستاذًا بالكلية ذاتها، وأصبح باحثًا ومفكرًا إسلاميًّا، وصدر له واحد وأربعون كتابًا تقريبًا في التاريخ والفكر الإسلامي، ومنها: “أسوة للعالمين” و”الرحمة في حياة الرسول” و”الشيعة.. نضال أم ضلال؟” و”أمة لن تموت”.