فضل قيام الليل
فضل قيام الليل
لو استحضر المرء حقًّا بأن رمضان المقبل قد يكون الأخير لحرص على صلاة القيام في مسجد يرتل فيه القارئ آيات الله بجدارة، ويتجول بين صفحات المصحف، ويتدبر آياته ويفسرها، طامعًا في مغفرة الله (عز وجل) للذنوب وعطائه الكبير، فعن جابر (رضي الله عنه) أن رسول الله ﷺ قال: “إن من الليل ساعة لا يوافقها عبد مسلم يسأل الله خيرًا إلا أعطاه إياه” .
وروى المغيرة (رضي الله عنه) يقول: إن كان النبي ﷺ ليقوم ليصلي حتى ترِمُ قدماه أو ساقاه، فيقول: “أفلا أكون عبدًا شكورًا”، واقتدى بعده الصالحون والتابعون، ويُقال إن طاووس (رحمه الله) إذا اضطجع إلى فراشه يتقلى عليه كما تتقلى الحبة على المقلاة، ثم يثب ويصلي إلى الصباح، ثم يقول: طيَّر ذكر جهنم نوم العابدين، وكان الشافعي لا ينام من الليل إلا يسيرًا.
والراحة الحقيقية في النعيم المقيم في الجنة، والحريص على قيام الليل في رمضانه الأخير لا يتغافل عنه طلبًا للراحة، وامتنع العديد من الصالحين عن النوم على فراش؛ بسبب الليلة التي نام فيها عليه ففاته قيام الليل، وعن الحسن البصري قال: “إن الرجل ليذنب الذنب فيحرم به قيام الليل”، وقال الفضيل: “إذا لم تقدر على قيام الليل وصيام النهار فاعلم أنك محروم وقد كثرت خطيئتك” .
الفكرة من كتاب رمضان الأخير
يحاول الكاتب هنا تعليم القارئ كيف لا يجعل رمضانه القادم كأيِّ رمضان سابق، كيف يكون رمضان إذن بلا تذوُّق لذة القيام وحلاوة تلاوة القرآن وكثير من العبادات، وماذا لو كان رمضان القادم هو رمضانك الأخير؟!
مؤلف كتاب رمضان الأخير
راغب السرجاني: كاتب مصري، وُلِدَ عام 1964، وتخرج في كلية الطب جامعة القاهرة، ثم نال الماجستير والدكتوراه، وأصبح أستاذًا بالكلية ذاتها، وأصبح باحثًا ومفكرًا إسلاميًّا، وصدر له واحد وأربعون كتابًا تقريبًا في التاريخ والفكر الإسلامي، ومنها: “أسوة للعالمين” و”الرحمة في حياة الرسول” و”الشيعة.. نضال أم ضلال؟” و”أمة لن تموت”.