الصوم لي وأنا أجزي به
الصوم لي وأنا أجزي به
لو استقر في نفس المرء أن هذا هو رمضانه الأخير، لحرص على ألا يشوب صيامه أي شائبة، فربَّ صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش، فالإنسان يجاهد بهذا الصيام نفسه وشهواتها وشيطانها، وقال رسول الله ﷺ: “من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفِر له ما تقدم من ذنبه”.
واختصَّ الله الصيام من بين العبادات بأنه له (سبحانه وتعالى) وهو الذي يجزي به، ووضح النبي أن في الجنة بابًا يُدعى الريان، لا يدخل منه يوم القيامة إلا الصائمون، وحذَّر الحبيب من الاقتراب من المعاصي في هذا الشهر، فعن أبي هريرة (رضي الله عنه) أنه قال: قال رسول الله ﷺ: “من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه”.
وحرص الصالحون على القيام بأفضل صيام لرضوان الله (سبحانه وتعالى)، حيث كان يعدُّ الأحنف بن قيس الصيام عُدة للسفر الطويل، وأن الصبر على طاعة الله أهون من الصبر على عذابه، وتختلف مراتب الناس في رمضان، فمنهم من يكتفي بالامتناع عن الطعام والشراب والشهوة، وهناك درجة أعلى يصل إليها البعض وهي امتناع الجوارح كالسمع والبصر واللسان عن ارتكاب المعاصي، ويوظفونها في الطاعة، والدرجة العليا هي اشتغال القلب كليةً والعقل بطاعة الله (سبحانه وتعالى)، فلا يهتم القلب بمتاع الدنيا، ولا يتطرَّق القلب إلى معصية أو رفاهية تشغله عن طاعة الله.
الفكرة من كتاب رمضان الأخير
يحاول الكاتب هنا تعليم القارئ كيف لا يجعل رمضانه القادم كأيِّ رمضان سابق، كيف يكون رمضان إذن بلا تذوُّق لذة القيام وحلاوة تلاوة القرآن وكثير من العبادات، وماذا لو كان رمضان القادم هو رمضانك الأخير؟!
مؤلف كتاب رمضان الأخير
راغب السرجاني: كاتب مصري، وُلِدَ عام 1964، وتخرج في كلية الطب جامعة القاهرة، ثم نال الماجستير والدكتوراه، وأصبح أستاذًا بالكلية ذاتها، وأصبح باحثًا ومفكرًا إسلاميًّا، وصدر له واحد وأربعون كتابًا تقريبًا في التاريخ والفكر الإسلامي، ومنها: “أسوة للعالمين” و”الرحمة في حياة الرسول” و”الشيعة.. نضال أم ضلال؟” و”أمة لن تموت”.