قريبٌ مهما بعُد
قريبٌ مهما بعُد
أوصانا الحبيب محمد ﷺ بالإكثار من ذكر هادم اللذات وهو “الموت”، ولم يذكر وردًا محددًا لليوم أو الساعة أو الأسبوع، لكن كلٌّ يختلف على حسب إيمانه، فلا يتذكر البعض الموت إلا عند الاحتضار، أو عيادة المرضى أو عند الدروس، وكان عبد الله بن عمر (رضي الله عنهما) يقول: “إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء”.
وأشار النبي ﷺ إلى تذكُّر الموت كل يومين، حيث قارن الرسول ﷺ بين أمل الإنسان في الحياة واختلاف طموحاته، وأجله الذي قدَّره الله له، فالإنسان يخطِّط ويحلم، وهذه هي فطرته ولا عيب فيه، فعن أبي هريرة (رضي الله عنه) عن النبي ﷺ قال: “الشيخ يكبر على حب اثنين: طول العمر والمال”، ولذلك من الضروري تذكر الموت ليُحسن الإنسان العمل، حيث كان الحسن البصري (رحمه الله) يرى أن الموت يفضح الدنيا دائمًا، ولذا عاش حزينًا لا يعرف معنى الفرح إلا في الآخرة عند الفوز، ودخول الجنة مع النبي ﷺ.
وكان محمد بن واسع (رحمه الله) يدرك أيضًا حقيقة أن الموت يقترب منه كل ليلة وكل ساعة، ولذلك كان يكثر من الطاعات والصالحات، وذلك كان حال الناس المنتبهة إلى الموت، حيث كان مجرد الحديث عنه يزلزل قلوبهم، وكان ثابت البناني يقول: “كنا نشهد الجنائز فلا نرى إلا متقنعًا باكيًا”.
الفكرة من كتاب رمضان الأخير
يحاول الكاتب هنا تعليم القارئ كيف لا يجعل رمضانه القادم كأيِّ رمضان سابق، كيف يكون رمضان إذن بلا تذوُّق لذة القيام وحلاوة تلاوة القرآن وكثير من العبادات، وماذا لو كان رمضان القادم هو رمضانك الأخير؟!
مؤلف كتاب رمضان الأخير
راغب السرجاني: كاتب مصري، وُلِدَ عام 1964، وتخرج في كلية الطب جامعة القاهرة، ثم نال الماجستير والدكتوراه، وأصبح أستاذًا بالكلية ذاتها، وأصبح باحثًا ومفكرًا إسلاميًّا، وصدر له واحد وأربعون كتابًا تقريبًا في التاريخ والفكر الإسلامي، ومنها: “أسوة للعالمين” و”الرحمة في حياة الرسول” و”الشيعة.. نضال أم ضلال؟” و”أمة لن تموت”.