اعرف دورك
اعرف دورك
هناك مقولة مشهورة للكاتب الكبير نجيب محفوظ يقول فيها: “آفة حارتنا النسيان”، وإذا أردنا أن نُسقِط القول على طالب العلم، فإن آفة طالب العلم التيه، أن يسير في رحلة الحياة تائهًا لا يعرف له دورًا ولا يقف على أرض صلبة، والكثير يقع في فخ مشهور، وهو الانشغال بما هو خارج دائرة التأثير ويتطلَّع إلى أدوار أكبر من حجمه وإمكانياته، ولنتخيَّل أن أمامنا ثلاثة صناديق، الأول هو صندوق كل شيء، كل أمور العالم سواء تهمُّنا أو لا، سواء قريبة منا أم بعيدة كل البعد، مثلًا مستوى رفاهية الفرد في روسيا، أو ارتفاع جودة التعليم في ألمانيا، أو قلة البطالة في سويسرا، وكل هذه أمور ليس لنا دخل فيها ولا تهمنا ولن تعود علينا بأثر إيجابي أو سلبي.
والصندوق الثاني هو صندوق الاهتمامات، وفيه الأمور التي تعنينا فقط وتقع في دائرة اهتماماتنا، كارتفاع الأسعار أو درجة الحرارة أو غيرها من الأمور التي نهتم بها ، والصندوق الثالث هو صندوق التأثير، وهذا الصندوق يحوي بداخله الأمور التي تهمنا ولنا دور فيها أي تقع في دائرة تأثيرنا، كتحسين الوضع المالي الشخصي وغيره، والمشكلة تكمن في أن أغلب الناس يركِّزون على صندوق كل شيء أو صندوق الاهتمام، ويتجاهلون صندوق التأثير، ينشغلون بكل ما هو ليس له علاقة بهم وكل ما ليس لديهم سلطان عليه، ويتركون ما يستطيعون تغييره بالفعل، حتى ولو بدت في ظاهرها أمورًا بسيطة لن يكون لها أثر كبير أو على الأقل في الوقت الحالي.
الانشغال بالأمور والمشكلات العامة أمر جيد لأنها حتمًا ستطالنا بآثارها، ولكن وأنت تبحث عن حل للمشكلة ركز على إيجاد حل في دائرة تأثيرك، حاول أن تبدأ بنفسك دائمًا، أن تبحث عن دورك الفعال في سبيل حل المشكلة ولا تهتم بأدوار الآخرين ولا إلقاء اللوم على غيرك دائمًا، تلك العادة الأولى من عادات الناجحين والمتفوقين، سواء على مستوى الطلاب أو حتى على مستوى الحياة العملية.
الفكرة من كتاب كيف أصبح دافورًا؟
كثيرًا ما نستمع إلى شكاوى الآباء المتكرِّرة بخصوص مستوى أبنائهم الدراسي، إذ إن مستوى ذكاء أبنائهم يمكِّنهم من تحصيل درجات دراسية أكبر بكثير مما يحصِّلونه، بل وقد يقارنون مستوى ذكائهم بأقرانهم، فإن مستوى ذكاء أبنائهم أعلى من أقرانهم ولكن درجات بعض الأقران الدراسية تفوق الأبناء، فما السر في ذلك؟ السر يكمن في أن التفوق الدراسي لا يقوم فقط على القدرة العقلية، بل يعتمد أيضًا على بعض العادات المهمة في تحصيل التفوق.
في هذا الكتاب يطرح المؤلف العادات الخمس المهمة لتصبح دافورًا، ويأتي أصل كلمة دافور من أنها كلمة تُستخدم مُنذ القِدم في بعض مناطق الخليج، وتعني موقد الغاز، إلا أن الكلمة أصبحت بمرور الوقت تستخدم كمصطلح دارج لوصف الطالب المجتهد، إذًا فالمقصود بالدافور هنا هو الطالب المجتهد.
مؤلف كتاب كيف أصبح دافورًا؟
محمد معتوق الحسين: كاتب ومستشار إداري في أرامكو السعودية، حصل على ماجستير إدارة الأعمال من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، وماجستير علوم الحاسب من جامعة شيكاغو، وله دورات عدة ومحاضرات تدريبية في تنمية مهارات التواصل وتنمية الذات. من كتبه ومؤلفاته:
الدمية بوبو.
كيف تؤلف كتابك الأول.