انتهاك الخصوصية وأثره في العمل
انتهاك الخصوصية وأثره في العمل
لا أحد ينتج وهو يشعر أنه مراقب وأن هناك أحدًا يتتبعه، حتى وإن كان لا يفعل شيئًا سيئًا أو لا يضيع الوقت إلا أنه سيكون متوترًا ومشغولًا بمن يراقبه ولن يكون على راحته، وساعدت الوسائل التقنية الحديثة على انتهاك خصوصية العاملين، ويأتي على رأس تلك الوسائل أجهزةُ التنصت والكاميراتُ السرية والحاسباتُ الآلية التي أصبحت تنتهك خصوصيةَ الأفراد والمنظمات على حد سواء، وقد اعترفت منظمات كثيرة بأن إفشاء المعلومات الطبية عن صحة العاملين يؤثر في طبيعة القرارات التي تتخذها هذه المنظمات بشأنهم، وبقدر ما تساعد المعلومات التي تجمعها المنظمة عن العاملين في تحديد اتجاهاتهم، فإنها تخلق نوعًا من عدم الثقة بين الطرفين وتدفع العاملين إلى إخفاء اتجاهاتهم خوفًا على مصيرهم.
ويتضح من هذا أن كل إنسان منا يحمل في داخله بنك معلومات متنقلًا وأن أفكارنا وحالتنا الصحية لم تعد ملكًا لنا وحدنا، بل هي حق مشترك للمنظمات التي نعمل لها، سواء رضينا بذلك أم لم نرضَ.
فإذا كنت منزعجًا من هذا الواقع، فلتبحث لنفسك عن عمل خاص بعيدًا عن سلطة المنظمات وبيئة العمل المراقبة، أما إذا كنت تثق بنفسك للحد الذي يجعلك لا تلتفت لكل هذه المخاوف، فيمكنك التركيز في عملك، بل والاستمتاع بالعمل مع زملائك.
الفكرة من كتاب الإنسان وبيئة العمل
إن الإنسان بطبيعته كائن اجتماعي يتفاعل مع كل ما حوله، فيتأثر بالبيئة ويؤثر فيها نتيجة تأثره ذلك، ولا شك أن بيئة العمل تؤثر بصورة كبيرة في إنتاجية الموظف وأدائه بمحتوياتها سواء المكان أو نوع الإضاءة أو الأجهزة المستخدمة أو وقت العمل وغيرها الكثير من العوامل.. في هذا الكتاب يقدمان الكاتبان تفصيلًا لمدى أهمية هذه العوامل لتقديم أعلى إنتاجية وتهيئة بيئة عمل مناسبة للعاملين.
مؤلف كتاب الإنسان وبيئة العمل
آرنولد براون: سياسي كندي، وُلد في الـ27 من أبريل عام 1927، وتُوفي في الـ5 من مارس 1994
إديث واينر: رئيسة شركة وينر إدريش براون، وهي شركة استشارية رائدة في المستقبل مقرها مدينة نيويورك، لديها ثلاثون عامًا من الخبرة في تحليل القضايا والتخطيط الاستراتيجي، وكانت أصغر امرأة خارجية تنتخب لعضوية مجلس إدارة مؤسسة مالية كبرى.