حالات أخرى.. لكن طبيعية
حالات أخرى.. لكن طبيعية
عندما يُولد الإنسان فإنه يكتسب مَلَكتين عندما يكون رضيعًا ويفقدهما بعد بضعة أشهر، الملكة الأولى أنه يستطيع المرور مباشرةً من اليقظة إلى النوم المفارق (لا يعبر النوم البطيء) ويعيش حالة السلوك الحلمي، لذا نجد بعض الرُضَّع ينامون وعلى وجوههم ابتسامات أو حركات حواجب أو تعابير الخوف، وهذا لا يتميَّز به الإنسان فحسب إنما يوجد في بعض الحيوانات وأشهرها القطط.
أما الملكة الثانية فتُسمى “السرنمة”، وتأتي هذه الحالة في النوم البطيء العميق، كما تتميز فترة حدوثها بعدم ارتخاء العضلات، ورغم أنها تكون أكثر هدوءًا من حالات السلوك الحلمي، فإنها أكثر فاعلية، إذ تجعل صاحبها يتمكَّن من الوقوف والمشي والأكل وفتح الأبواب وعيناه مفتوحتان، ويكون كذلك مضطربًا يصعب إيقاظه، بل يُفضَّل عدم إيقاظه لأن ذلك قد يسبِّب أزمة رعب عدوانية، ولكن هذه الظاهرة تنتشر لدى الأطفال على عكس حالة السلوك الحلمي التي تنتشر لدى كبار السن.
وهناك أيضًا حالة الرعب الليلي، وفيها يستفيق الشخص فجأة من نومه مطلقًا صرخة رعب مع تزايد رهيب في نبضات قلبه، وهي ظاهرة اكتُشِفت لكن لم تجد تفسيرًا مطلقًا لها، كما أن هناك حالات الهلوسات النعاسية التي تأتي لصاحبها في بداية نومه، وأكثرها شهرة هي تجرِبة السقوط في الهاوية وتنتهي باليقظة المذعورة، وكذلك سماع خطوات أو النداء باسم الشخص.
كل هذه الظواهر قد تحدث لدى الشخص العادي، وتزداد حدة عند الحرمان من النوم أو تناول الكحول وأقراص النوم، أو الأمراض كمرض جيلينو كما ذكرنا، وربما أمراض أخرى كباركنسون ومتلازمة غييان باري، كما تفسر هذه الظواهر حالة الشخص الذي يفتح عينيه في أثناء نومه ويتحرك ويتحدث، وهو بذلك يكون في حلم ما.
الفكرة من كتاب كيف نحلم؟
ينام الإنسان ويستغرق في نومِه وهو يشبه الميت، حيث لا يسمع ولا يرى ولا يتكلم، وتظل أعضاؤه في حالة من الخمول والارتخاء، ورغم هذا هناك عضو لا ينفكُّ يُدبِّر لنا سيناريوهات عجيبة نعيشها نحن بداخله، فنتحرَّك فيها ولا يُخرجنا منها إلا يقظة مفاجئة، فنُسميها حُلمًا، وسواء اعتبرها الإنسان على مر الزمان رؤية أم رسالة ذات مغزى، فإننا لم نرَ رأي العلم الذي بدأ يتقصَّى خفايا الحلم حديثًا.. يُقدم هذا الكتاب نظرة علمية تجريبية للنوم والحلم، محاولًا الوصول إلى تفسير حقيقي!
مؤلفة كتاب كيف نحلم؟
إيزابيل أرنولف Isabelle Arnulf: طبيبة فرنسية متخصصة في أمراض الجهاز العصبي واضطرابات النوم، وأستاذة علم الأعصاب في جامعة بيير وماري كوري في باريس، ورئيسة عيادة اضطرابات النوم في مستشفى بيتيه سالبيرتير في باريس. من أهم مؤلفاتها:
كيف ننام؟
الفسيولوجيا العصبية.