مرض جيلينو
مرض جيلينو
لن يُفاجئك أن الإنسان يمر من حالة اليقظة إلى حالة النوم بطريقة طبيعية ولا يبقى بينهما، ولكن ما سيُفاجئك أن بعض الحيوانات والطيور تستطيع تنفيذ أسلوب نصف النوم، كالبطة التي عندما تنام تضع منقارها تحت جناحها تترك إحدى عينيها خارج الجناح مفتوحة، وقد خلقها الله على هذه الفِطرة لتتمكَّن من الاستعداد للفرار إذا هاجمها كائن مفترس، وكذلك الدولفين الذي ينام نصف نومة بمنخرٍ واحد، وبذلك يكون شق واحد من دماغه نائمًا، بينما يكون الشق الآخر متيقظًا ويمكنه من قيادة زعنفته حتى يترك منخره خارج الماء.
ولا يستطيع الإنسان ذلك، ولكن هناك حالات خاصة تُعد أمراضًا تجعل صاحبها ما بين اليقظة والنوم وتُسمى بحالات منفصلة عن الوعي، منها مرض جيلينو الذي يُفقد الدماغ قدرته على تنظيم دورات النوم والاستيقاظ على نحو طبيعي، ويعاني صاحبه نعاسًا شديدًا في النهار يشبه عدم النوم لمدة يومين، ومن أعراضه الشائعة “الجُمدة” التي تعني حدوث ضعف مفاجئ في العضلات رغم يقظة الشخص، وتحدث الجُمدة نتيجة انفعالات مثل الضحك أو الخوف.
وهناك كذلك حالات السلوك الحلمي التي تعد عكس الجُمدة، إذ تكون العضلات غير مرتخية رغم وجود المريض في حالة النوم المُفارق، ويسبِّب هذا التفاعل المُبالغ فيه مع الأحلام، إذ يعيش المريض أحلامه في سريره ويتفاعل بحركات فعلية بجسده قد تؤدي إلى إصابته وهو مُستغرق في نومه.
الفكرة من كتاب كيف نحلم؟
ينام الإنسان ويستغرق في نومِه وهو يشبه الميت، حيث لا يسمع ولا يرى ولا يتكلم، وتظل أعضاؤه في حالة من الخمول والارتخاء، ورغم هذا هناك عضو لا ينفكُّ يُدبِّر لنا سيناريوهات عجيبة نعيشها نحن بداخله، فنتحرَّك فيها ولا يُخرجنا منها إلا يقظة مفاجئة، فنُسميها حُلمًا، وسواء اعتبرها الإنسان على مر الزمان رؤية أم رسالة ذات مغزى، فإننا لم نرَ رأي العلم الذي بدأ يتقصَّى خفايا الحلم حديثًا.. يُقدم هذا الكتاب نظرة علمية تجريبية للنوم والحلم، محاولًا الوصول إلى تفسير حقيقي!
مؤلفة كتاب كيف نحلم؟
إيزابيل أرنولف Isabelle Arnulf: طبيبة فرنسية متخصصة في أمراض الجهاز العصبي واضطرابات النوم، وأستاذة علم الأعصاب في جامعة بيير وماري كوري في باريس، ورئيسة عيادة اضطرابات النوم في مستشفى بيتيه سالبيرتير في باريس. من أهم مؤلفاتها:
كيف ننام؟
الفسيولوجيا العصبية.