هل نستطيع النوم بأعين مفتوحة؟!
هل نستطيع النوم بأعين مفتوحة؟!
يُسمى النوع الثاني من أنواع النوم بالنوم المفارق، ويحتل ربع الليلة، ويتميَّز بسرعة النشاط الكهربي للدماغ فيه، كما أنه يكون مصحوبًا بحركة سريعة في العينين وطبلتي الأذنين، إذ يكون الدماغ فيه في حالة يقظة بينما عضلات الجسم في كامل استرخائها، ويطلق عليها حالة الفتور atoni، والعجيب أن مناطق الدماغ التي تتحكَّم في الحركة “قشرة الدماغ الهرمية” ترسل نحو النخاع الشوكي الأوامر إلى الجسم للتحرك، ولكن يقوم النخاع الشوكي بحبس هذا الأمر عن طريق أمر مضاد، وهو ما يُدعى بتظاهر الدماغ، إذ إنه يتظاهر أنه يجري ويتحدث دون أن يقوم بذلك فعليًّا كما هو الحال في أحلامنا.
وللدراسة على نحو أعمق، وجب معرفة المناطق التي تنشط في هذه الحالة، بحقن الشخص بمشتق ذي إشعاع نووي للجلوكوز حيث تلتقط خلايا الدماغ الأكثر نشاطًا هذه المادة، وتسمى هذه الطريقة “السكانير بالبوزيترونات”، ووُجِد أن عدسة العين ليست من الأجزاء النشطة، وهذا يعني أن المرء لا يرى الخارج في حالة النوم المفارق، وهذا ما تم تأكيده في تجرِبة أجراها باحث أمريكي يُدعى ألان رتشافن على طلابه، إذ قام بلصق أهدابهم بطريقة اصطناعية، وتبخير الماء لتفادي جفاف سطح العين، ليصل إلى إمكانية تنويمهم وأعينهم مفتوحة، ليجد أنهم بالفعل رغم ذلك لا يرون الصور الخارجية.
كما أنه في حالة النوم المفارق تنشط الخلايا العصبية البصرية والسمعية والعاطفية، وتتحرَّك العينان وطبلتا الأذنين، لكن رغم ذلك فهناك نظام قوي يمنع المرء من الاستجابة لتلك الخلايا والحركة على أساسها، ولكن لا يأتي هذا النوم المفارق إلا بعد النوم البطيء، ويُعد خاتمة دورة النوم، وتُقسم ليلة نوم الإنسان من ثلاث إلى خمس دورات، يحتل النوم المفارق نهاية كل دورة فيها.
الفكرة من كتاب كيف نحلم؟
ينام الإنسان ويستغرق في نومِه وهو يشبه الميت، حيث لا يسمع ولا يرى ولا يتكلم، وتظل أعضاؤه في حالة من الخمول والارتخاء، ورغم هذا هناك عضو لا ينفكُّ يُدبِّر لنا سيناريوهات عجيبة نعيشها نحن بداخله، فنتحرَّك فيها ولا يُخرجنا منها إلا يقظة مفاجئة، فنُسميها حُلمًا، وسواء اعتبرها الإنسان على مر الزمان رؤية أم رسالة ذات مغزى، فإننا لم نرَ رأي العلم الذي بدأ يتقصَّى خفايا الحلم حديثًا.. يُقدم هذا الكتاب نظرة علمية تجريبية للنوم والحلم، محاولًا الوصول إلى تفسير حقيقي!
مؤلفة كتاب كيف نحلم؟
إيزابيل أرنولف Isabelle Arnulf: طبيبة فرنسية متخصصة في أمراض الجهاز العصبي واضطرابات النوم، وأستاذة علم الأعصاب في جامعة بيير وماري كوري في باريس، ورئيسة عيادة اضطرابات النوم في مستشفى بيتيه سالبيرتير في باريس. من أهم مؤلفاتها:
كيف ننام؟
الفسيولوجيا العصبية.