المستشفيات والجامعات والأطباء
المستشفيات والجامعات والأطباء
كان لفظ مستشفى في العام التاسع الميلادي مختصًّا بمباني إيواء الجنود المصابين وإقامة العبيد، وفي الدولة المسيحية كان المستشفى منشأةً دينية يقوم على رعايتها أعضاء الكهنوت ومكانًا لإيواء الحجيج والفقراء المحتاجين، و لم تكن له وظيفة طبية صريحة، وفي الدولة الإسلامية في القرن الحادي عشر الميلادي كانت المستشفيات تحتوي على أقسام خاصة مثل عنابر مرضى العيون أو القلب، وغلب عليها السمت الطبي، واعتمدت على التمويل الخيري واختصَّت بوظيفة العزل في أوقات الأوبئة كالطاعون والجُذام.
ومنذ الثورة الفرنسية تمتَّعت المستشفيات بمكانة محورية في الطب، وتطوَّرت في تنظيمها ووظيفتها الطبية والجراحية وهيئتها الهندسية، فقد أصبحت هندسة المستشفيات موضوعًا خاصًّا بذاته وتعبِّر تصاميمها عن تطلُّعاتها وأصولها، إذ ظهرت المستشفيات الصغيرة المعنية بأمور مثل الولادة وأمراض الأطفال وأمراض العيون.
وفي أواخر القرن الحادي عشر كانت الجامعة أيضًا من المؤسسات الطبية المهمة المختصة بتدريب الأطباء مثل جامعات بولونيا وأكسفورد وسلامنكا، ونتج عن ذلك أطباءُ حاصلون على تعليم جامعي قائم على نصوص المؤلفين الكلاسيكيين والمسلمين وعلى المناظرات وليس التدريب العملي، واقترن التعليم الطبي الجامعي بطول الأمد والمكانة المرموقة، واختلفت الممارسات الطبية في الريف عن المناطق الحضرية.
الفكرة من كتاب تاريخ الطب.. مقدمة قصيرة جدًّا
تماشيًا مع فطرة الإنسان في حفظ حياته، وإزالة الألم الذي يقوِّض راحته فقد حرص طوال تاريخه على إيجاد الوسائل التي تعينه على التداوي، ورغم مرور التداوي بأطوار تاريخية مع تطوُّر قوانينه وأساليبه وحتى مع اختلاف بعض أسسه وأدواته بين الأمم، فقد كان في معظم تاريخه لا ينفصل عن الحكمة الإنسانية بما تشمله من دين وفلسفة، حيث ينظر إلى الإنسان على أساس طبيعته الثنائية من الروح والجسد.
وتتابعت محاولات الإنسان على مر العصور للتخلُّص من الألم والمرض واستنتاج وتعلم وسائل التطبيب بدءًا بأبقراط ومن بعده جالينوس، ثم علماء المسلمين الذين كانوا قنطرة انتقال التراث العلمي اليوناني إلى أوروبا انتهاءً بما صار إليه الطب في العصر الحديث إثر التطور التكنولوجي وتزايد البحث العلمي بعد الثورة الصناعية في أوروبا، ويتناول الكتاب باختصار تاريخ الطب وما طرأ عليه من تغيرات ابتداءً بأبقراط حتى العصر الحديث.
مؤلف كتاب تاريخ الطب.. مقدمة قصيرة جدًّا
ويليام باينَم William Bynum: مؤرخ بريطاني، ولِد عام 1943م، حصل على درجة الأستاذية الفخرية في تاريخ الطب من كلية لندن، وعُيِّن رئيس الوحدة الأكاديمية لمعهد ويلكام لتاريخ الطب لسنوات عديدة، وعمل محررًا لمجلة ميديكال هيستوري العلمية في الفترة من عام 1980م إلى عام 2001م، من أشهر مؤلفاته بالتعاون مع روي بورتر: العلم وممارسة الطب في القرن التاسع عشر، وقاموس أكسفورد للمقولات العلمية، والنباتات الرائعة التي تشكِّل عالمنا.