سيكولوجية الرشوة والمرتشين
سيكولوجية الرشوة والمرتشين
تعد الرشوة إحدى أهم صور الفساد المالي التي تتمثَّل في قَبول شخص ما مالًا أو خدمة من غيره لأجل الاستفادة من حق ليس له، أو إعفائه من واجب عليه، وهي أحد الأمراض الاجتماعية المنتشرة، واجتمعت الكلمة على تجريم هذا السلوك لما فيه من انتهاك للمعايير والقيم الاجتماعية.
ومن الناحية النفسية نجد أن سلوك الرشوة يتضمَّن أبعادًا نفسية عديدة ومتشابكة ذات ارتباط وثيق بالمال لا سيما وهي أحد أشهر أمراضه، فهي في الأصل نزعات مكبوتة أوجبت شعورًا بالاضطراب كنتيجة تصادمه مع الأنا العليا التي تتغلَّب عليه لذة الهو فتندفع الأنا لتقمُّص سلوك المرتشي.
أما أسباب هذا السلوك المشين فتتعدَّد بين أسباب اقتصادية وأخرى نفسية ومجتمعية، فالأولى تمثل الوسط الخصب من الفقر والاحتياج وشيوع القيم الاستهلاكية مع ضغوط الحياة المادية، ورغم أهمية تلك الأسباب فإنها لا تفسر الجانب المَرضي الذي يدفع بالأفراد ذوي الملاءة المالية القوية إلى الرشوة، ومن هنا كانت أهمية الأسباب النفسية والاجتماعية المتمثلة في الافتقار إلى الضمير المهني وانعدام الشعور بالواجب والمسؤولية ونقص الخيارات المشروعة المتاحة واضطراب منظومة الأخلاق والقيم.
وعلى ذلك يمكن القول إن أي سلوك إجرامي أو غير مشروع يتحدَّد بصورة كبيرة وفق البناء الاجتماعي والثقافي للبيئة المحيطة بالفرد، فإذا كان كل فرد مهيأً بطبعه إلى سلوك الخير والشر على السواء؛ فإن الوسط المحيط له أثر كبير في دفعه ناحية أيٍّ منهما.
الفكرة من كتاب سيكولوجية المال
المال ليس ظاهرة اقتصادية فحسب، بل هو أيضًا ظاهرةٌ نفسية واجتماعية، فالكتاب يعد محاولة للربط بين علم الاقتصاد وعلم النفس ، لتحليل ظاهرة المال والنظريات النفسية التي تتناول هوس الثراء والأمراض النفسية والاجتماعية للثروة، كما يتعرَّض كذلك لتفنيد العلاقة الجدلية القائمة بين المال والسعادة.
مؤلف كتاب سيكولوجية المال
أكرم زيدان: كاتب مصري من مواليد المنصورة، تخرج في قسم علم النفس بكلية الآداب جامعة المنصورة وعُيِّن معيدًا بالقسم، حصل على الماجستير في علم النفس المرضي الإكلينيكي بتقدير ممتاز عام 1999، كما حصل على الدكتوراه أيضًا في ذات التخصص بمرتبة الشرف الأولى في العام 2002، ويعمل حاليًّا مدرسًا بقسم علم النفس بجامعة المنصورة.
صدر له كتابان: “سيكولوجية المقامر: التشخيص والتنبؤ والعلاج”، و”سيكولوجية المال: هوس الثراء وأمراض الثروة”.