النساء والخزي
النساء والخزي
يتأثَّر الرجال والنساء بالخزي بدرجة متساوية، فالرسائل والتوقُّعات التي تغذِّي الخزي يتم تنظيمها بكل تأكيد على أساس النوع، ولكن تجربة الخزي شاملة، وهي طبيعة إنسانية عميقة، أما بالنسبة إلى النساء فإن أكثر فئةٍ مثارة من فئات الخزي هي ما يتعلق بـ”كيف نبدو”، وعلى الرغم من كل هذا الكم من زيادة الوعي، ما زالت نساء كثيرات يشعرن بالخزي بسبب عدم كونهنَّ نحيفات، وصغيرات، وجميلات بما يكفي، ومن المثير للاهتمام فيما يتعلق بمثيرات الخزي عند النساء، أن الأمومة تأتي في المرتبة الثانية مباشرةً، وليس من الضروري خوض تجربة الأمومة أصلًا للتعرُّض لهذا الخزي، لأن المجتمع ينظر إلى الأنوثة والأمومة على أنهما لا تنفصلان، ومن ثم تحدَّد قيمة النساء بما سيكُنَّ عليه كأمهات أو أمهات محتمَلات، وكأن هذا الخزي موجودٌ في كل مكان.
لكن الصراع الحقيقي بالنسبة إلى النساء هو الرغبة في تحقيق المثالية، وتحقيق كل المرغوب دون أي مجهود، والتوقُّع أن تصبح المرأة جميلة بطبيعتها، وأن تكون أمًّا بطبيعتها، وتنتمي إلى أسر رائعة بطبيعتها، ولا يتم التفكير مثلًا في قدر المال المصروف مقابل منتجات تساعد على امتلاك مظهر طبيعي، بالإضافة إلى تربية النساء اجتماعيًّا على أن تكون كل شيء لكل شخص، فتورِّطهن كل حركة تتمُّ سيرها إلى الدخول في شبكة عنكبوتية، وتلك الشبكة هي استعارة للمعضلة الكلاسيكية، التي تكون فيها الاختيارات محدودة جدًّا، وجميعها يؤدي إلى العقاب أو الاستهجان أو الحرمان، مثل “لا تزعجي أي أحد أو تحرجي مشاعر أي أحد، ولكن قولي ما يدور في ذهنك”.
وفي دراسة أمريكية حول الامتثال للقواعد الأنثوية، وضَّح الباحثون الصفات الأكثر أهمية المرتبطة بالأنوثة، وهي السعي إلى هدف تحقيق جسم رشيق، والتحلِّي بالتواضع من خلال عدم لفت الانتباه إلى المواهب أو القدرات، وتكريس النفس للحياة اليومية، والاهتمام بالأطفال، والاستثمار في العلاقة الرومانسية، واستخدام الموارد للاستثمار في المظهر الخارجي، والأحلام والطموحات ليست ذات أهمية، لذا فمن الضروري تجاوز القواعد في بعض الأحيان، لكي تستطيع النساء فرض أنفسهن، والدفاع عن أفكارهن، والشعور بالراحة مع هباتهن.
الفكرة من كتاب فهم الخزي والتغلُّب عليه
من ينبغي أن نكون؟ وماذا ينبغي أن نكون؟ وكيف نكون؟ إن الحياة شئنا أم أبينا تدور حول إجابات هذه الأسئلة الثلاثة، وخلال رحلة الإجابة عنها التي قد تأخذ العمر بأكمله، يمر الإنسان بمرتفعات ومنخفضات على الصعيد النفسي، أحدها وربما أخطرها هو “الشعور بالخزي”، في هذا الكتاب توضح الكاتبة من خلال بحثها خطورةَ الإحساس بالخزي، وكيف يعوق الاستمتاع بالحياة ويسلبُ الثقة بالنفس، كما تقدِّم الحلول لفَهمِ طبيعته والتغلبِ عليه.
مؤلفة كتاب فهم الخزي والتغلُّب عليه
برينيه براون Brené Brown: كاتبة أمريكية وأستاذة باحثة في جامعة هيوستن، قضت معظم حياتها العملية وهي تدرس الشجاعة والخزي والتقمُّص الوجداني، وأيضًا هي مستشارة لدى شركات وشخصيات مهمة مثل أوبرا، وآي بي إم، وغيرهما، ومن مؤلفاتها: “نعمة عدم الكمال”، و”الجرأة بعظمة”.