فن التحدث عن الخزي
فن التحدث عن الخزي
وُجد أنه من أبسط الأسباب وراء صعوبة التحدث عن الخزي هي المفردات، فغالبًا ما يستخدم المرء المصطلحات (حَرَج وشعور بالذنب وإهانة وخزي) على نحو متبادل، وقد يبدو هذا السببُ مبالغًا فيه، لكن الأمر أكبرُ بكثير من علم دلالات الألفاظ، حيث يكمن سر هذا السببُ في حديث النفس، وكيف يحدِّث المرء نفسه حول ما يحدث؟ ويوضِّح المعالجون أن الاختلاف مثلًا بين الخزي والشعور بالذنب على أنه الاختلاف بين “أنا سيئ” و”أنا فعلت شيئًا سيئًا”.
وعندما يشعر المرء بالخزي، فإنه على الأرجح يحمي نفسه بإلقاء اللوم على شيء ما أو شخص ما، أو بتقديم اعتذار مراوغ، أو الاختباء وعدم الاعتذار، لكن عندما يعتذر المرء عن شيء قد فعله، أو تحدثُ تعديلاتٌ، أو يتغير سلوك لا يتسق مع القيم، يكون الشعور بالذنب، وليس الخزي هو القوة الدافعة، حيث يشعر المرء بالذنب عندما يقارن بين شيء قد فعله ومنظومة قيمه، فيجد أنه لا يتطابق معها، وهذا شعور غير مريح، ولكنه شعور مفيد، وهو بنفس قوة الخزي، رغم أثره الإيجابي، أما الخزي فهو مدمِّر، ومن الخطأ اعتقاد معظم الناس أن الخزي أداة جيِّدة لإبقائهم تحت السيطرة لأن الخزي يرتبط ارتباطًا كبيرًا بالإدمان والعنف والعدوانية والاكتئاب والتنمُّر، ولا يجد الباحثون بياناتٍ لدعم فكرة قيادة الخزي للسلوك الجيد.
وهناك التباس بين مفهوم الإهانة والخزي، “فالناس يعتقدون أنهم يستحقُّون خزيهم، ولا يعتقدون أنهم يستحقُّون إهانتهم”، الإهانة تبدو فظيعة وتمهِّد لبيئة عمل أو منزل بائسة، وإذا كانت مستمرة، فستصبح بالتأكيد خزيًا، ومع ذلك فهي أفضل من الخزي، أما الحرَج فهو العاطفة الأقل خطورة، فهو عادةً ما يكون سريع الزوال، وقد يصبح في النهاية مضحكًا، والشيء المميِّز للحرج هو عدمُ مصاحبته لشعور الوحدة عند حدوث شيء محرج، لأن أناسًا آخرين بالتأكيد قد فعلوا الشيءَ نفسَه، وتورَّدت خدودهم خجلًا، لذا كون المرء على دراية باللغة وبالفوارق بين معاني المفردات هو بداية مهمَّة لفهم الخزي.
الفكرة من كتاب فهم الخزي والتغلُّب عليه
من ينبغي أن نكون؟ وماذا ينبغي أن نكون؟ وكيف نكون؟ إن الحياة شئنا أم أبينا تدور حول إجابات هذه الأسئلة الثلاثة، وخلال رحلة الإجابة عنها التي قد تأخذ العمر بأكمله، يمر الإنسان بمرتفعات ومنخفضات على الصعيد النفسي، أحدها وربما أخطرها هو “الشعور بالخزي”، في هذا الكتاب توضح الكاتبة من خلال بحثها خطورةَ الإحساس بالخزي، وكيف يعوق الاستمتاع بالحياة ويسلبُ الثقة بالنفس، كما تقدِّم الحلول لفَهمِ طبيعته والتغلبِ عليه.
مؤلفة كتاب فهم الخزي والتغلُّب عليه
برينيه براون Brené Brown: كاتبة أمريكية وأستاذة باحثة في جامعة هيوستن، قضت معظم حياتها العملية وهي تدرس الشجاعة والخزي والتقمُّص الوجداني، وأيضًا هي مستشارة لدى شركات وشخصيات مهمة مثل أوبرا، وآي بي إم، وغيرهما، ومن مؤلفاتها: “نعمة عدم الكمال”، و”الجرأة بعظمة”.