إدارة الحياة
إدارة الحياة
إن مصطلح إدارة الوقت ينطوي على خطأ شائع وهو أننا لا ندير الوقت بل ندير أنفسنا، ولذا فعندما نتحدث عن إدارة الوقت نقصد إدارة الذات والحياة التي تعيش فيها، ورغم أنك لا تملك التحكم في الوقت وإعادته إلى الخلف أو الإبطاء منه فإن بإمكانك تغيير ما تشاء في أسلوب تعاملك مع وقتك تبعًا لتصوراتك وتطلعاتك.
كم تبلغ المدة المتبقية من عمرك، وما الذي تريد تحقيقه في هذه المدة؟ ولو انتهى عمرك الآن ما الذي تريد أن تُذكَر به؟ هذه الأسئلة وما على شاكلتها هي بابك لإدارة حياتك ووقتك بعد أن تدرك أن ما فات لن يعود وأن أول جزء من المتبقي في حياتك هو اليوم والذي يمكنك أن تبدأه بوعي جديد للزمن.
هذه الإدارة تعني أكثر من تنظيم بريدك الوارد، فهي تعني إدارة الذات والتدخلَ الفعال لرسم معالم الحياة، باختصار إدارة الحياة، وبدلًا من السباق مع الزمن أوجد إيقاعك المناسب لحياتك، وركز اهتمامك على الأمور التي تستحق الاهتمام فعلًا سواء في حياتك المهنية أو الخاصة.
فعليك أن تنتبه أن الوقت أغلى من الذهب والفضة، فلو سلب أحدهم محفظتك لقاومته بكل ما تملك من قوة، ولكن لو سرقت وسائل الاتصال أو الأنشطة غير المهمة أوقاتك فلن تكترث، ولكنك لو اجتهدت ستتغلب على تراكم المهام بتنفيذها أولًا بأول وبالالتزام بما تستطيع تأديته فعلًا، لا بما يجد عليك، فلا تدع الفرصة لكل ما يطرأ للتحكم فيك.
خطِّط وقتك على أن تعالج الأسباب الحقيقية بدلًا من الأعراض، فالمفكرات وجداول تنظيم الوقت كلها وسائل مساعدة لكن ما الذي يلتهم وقتك بالفعل؟ هذا ما يجب أن يشغلك.
الفكرة من كتاب إذا كنت على عجلة من أمرك فتمهل
“ثقافتنا الحالية تغذِّي السرعة وتجعلنا نعيش في دوامة مستمرة، ولا تمكننا من التوقف لالتقاط أنفاسنا وإعادة حساباتنا أو التخطيط لمهامنا فنندفع لإنجاز أكبر عددٍ من المهام في أقل وقت”.
في هذا الكتاب سنعرف إلى أي مدى تنتشر هذه النظرة الخاطئة، فلا ينبغي أن تختار بين السرعة وإنجاز أكبر عددٍ من المهام في أقل وقت، وبين البطء وتراكم المهام عليك بإمكانك الموازنة بين الأمرين.
ولكن هذا يتطلَّب منك ضبط نظام حياتك بأكمله، لا مجرد شراء منبه أو استخدام تطبيقٍ لحفظ الوقت، كما يتطلَّب منك وعيًا بأهدافك وأولوياتك وما تطمح إلى تحقيقه، وما يسبِّب لك التوتر والإحباط والتغلب عليهما للانطلاق.
مؤلف كتاب إذا كنت على عجلة من أمرك فتمهل
لوثر سايفرت Lothar Seiwert: كاتب ومؤلف، درس الاقتصاد في ماربورغ وفرانكفورت وحصل على درجة الدكتوراه عام 1978 من كلية الاقتصاد بجامعة فيليبس بماربورغ، وعمل في البداية في مجال الموارد البشرية والتعليم في شركتين ومستشار موظفين في شركة استشارية، وفي عام 1992 بدأ شركته الخاصة لإدارة الوقت وقيادة الحياة في هايدلبرغ، ويقدم بانتظام ندوات عامة في هايدلبرغ، وحصل في عام 2007 على جائزة الإنجاز مدى الحياة من الاتحاد الألماني للتدريب والتطوير.
ومن أهم كتبه ومؤلفاته:
اعمل بفاعلية.
تبسيط حياتك.
استراتيجية الدب: القوة تكمن في الهدوء.