مواجهة داء العجلة
مواجهة داء العجلة
تغلَّب على نمط حياتك المتسارع؛ انزع الساعة من معصمك في أوقات فراغك سواء في ساعات المساء أو في عطلة نهاية الأسبوع أو عندما تكون مع أهلك، وادخل فترات مجهَّزة على نحوٍ جيد من الاسترخاء والهدوء لبرنامجك اليومي ولا تتهاون في الالتزام بها، وكافئ نفسك على كل خطوة تخطوها نحو تحقيق توازن أفضل بين حياتك الشخصية وعملك، أو لعودتك إلى المنظومة الطبيعية للزمن وتغيير نمط الحياة.
في فترات راحتك استمع لما يقوله جسدك؛ أعطِ عقلك وأحاسيسك ومشاعرك حقها واحترم حدسك، فالإلهام يحب الصمت، وابتعد عن المشتتات وأكثِر قدر الإمكان من الصمت والسكينة، وانتبه إلى المتع الصغيرة في حياتك وتذوقها بهدوء كروائح القهوة وألوان الشجر وعطر الزهور، وكابتسامة صافية لمارٍ في الطريق، وكذلك كل ما تمر بجواره يوميًّا، ولا تنتبه إليه.
لو كنت عازمًا على التعافي من داء العجَلة عليك أن تبحث عن أهدافك الحقيقية وتتعرَّف على طبيعة دوافعك؛ هل هي داخلية، أم خارجية؟ فالخارجية دوافع لتحقيق الغايات كالمال والمنصب عن طريق الوسائل المتاحة وفقط، وجدير بالذكر أن أصحاب هذه الدوافع معرضون للوقوع كفريسة سهلة لطلبات الآخرين.
والداخلية هي دوافع الأمنيات والحاجات التي تجعل الأشخاص يتحركون بدوافع ذاتية مثل الاهتمام الشخصي ومتعة إرضاء الذات ويوازنون بين احتياجاتهم الذاتية وطلبات الآخرين ويرسمون حدودًا واضحة بين الداخل والخارج، فبدلًا من الانهماك في العمل حتى يسيطر عليهم القلق والتوتر ويهملون حياتهم الشخصية يعطون أنفسهم فترات راحة ليتمكَّنوا من الاستمرار.
الفكرة من كتاب إذا كنت على عجلة من أمرك فتمهل
“ثقافتنا الحالية تغذِّي السرعة وتجعلنا نعيش في دوامة مستمرة، ولا تمكننا من التوقف لالتقاط أنفاسنا وإعادة حساباتنا أو التخطيط لمهامنا فنندفع لإنجاز أكبر عددٍ من المهام في أقل وقت”.
في هذا الكتاب سنعرف إلى أي مدى تنتشر هذه النظرة الخاطئة، فلا ينبغي أن تختار بين السرعة وإنجاز أكبر عددٍ من المهام في أقل وقت، وبين البطء وتراكم المهام عليك بإمكانك الموازنة بين الأمرين.
ولكن هذا يتطلَّب منك ضبط نظام حياتك بأكمله، لا مجرد شراء منبه أو استخدام تطبيقٍ لحفظ الوقت، كما يتطلَّب منك وعيًا بأهدافك وأولوياتك وما تطمح إلى تحقيقه، وما يسبِّب لك التوتر والإحباط والتغلب عليهما للانطلاق.
مؤلف كتاب إذا كنت على عجلة من أمرك فتمهل
لوثر سايفرت Lothar Seiwert: كاتب ومؤلف، درس الاقتصاد في ماربورغ وفرانكفورت وحصل على درجة الدكتوراه عام 1978 من كلية الاقتصاد بجامعة فيليبس بماربورغ، وعمل في البداية في مجال الموارد البشرية والتعليم في شركتين ومستشار موظفين في شركة استشارية، وفي عام 1992 بدأ شركته الخاصة لإدارة الوقت وقيادة الحياة في هايدلبرغ، ويقدم بانتظام ندوات عامة في هايدلبرغ، وحصل في عام 2007 على جائزة الإنجاز مدى الحياة من الاتحاد الألماني للتدريب والتطوير.
ومن أهم كتبه ومؤلفاته:
اعمل بفاعلية.
تبسيط حياتك.
استراتيجية الدب: القوة تكمن في الهدوء.