بعد الغروب

فإذا أذن المغرب لم يلبث رسول الله قليلًا حتى يخرج إلى الصلاة فيصليها في أول وقتها بقراءة قصيرة في أغلب الوقت ثم ينصرف قبل حلول الظلام، ولم يكن يتحدث عقب المغرب لحاجة الناس إلى الطعام والراحة، فإذا عاد ﷺ إلى بيته صلى ركعتين سنة المغرب ثم يتناول طعامه، وكان الرسول ﷺ يأمر أصحابه أن يدعوا فقراء المسلمين للطعام فيقول: “من كان عنده طعام اثنين فليأخذ ثالثًا ومن كان عنده طعام ثلاثة فيأخذ رابعًا”، وربما أخذ ﷺ عشرة فذهب بهم إلى بيته إذا كان عنده وفرة طعام.

 الحل: 📚📚📚 مكتبة ضخمة جدا 

من الكتب المبسطة والمضغوطة على هاتفك مع تطبيق أخضر

تطبيق أخضر يوفر لك آلاف ملخصات الكتب العربية والعالمية بطريقة مقروءة ومسموعة في أكثر من ١٦ قسم في كافة مجالات الحياة 

حمله الآن 😎

جوجل بلاي -- أبل ستور

فإذا جلس ﷺ لطعامه قال: “بسم الله” وأكل مما يليه فيأكل بثلاثة أصابع ويأمر بالأكل من جوانب الإناء وترك وسطها، ولم يكن يتكلف في طعامه بل يأكل ما تيسر؛ فيسأل أهله “هل عندكم شيء” فربما قالوا: ما عندنا شيء، وما عاب طعامًا قط إن اشتهاه أكله وإلا تركه، فإذا جلس على الطعام مع أصحابه لم يخل جلوسه من حديث ود أو أدب يربي به أو علم ينشره، فإذا فرغ من طعامه لَعِق أصابعه ويقول: “إنكم لا تدرون في أي طعامكم البركة”، وحمد الله على رزقه وكان يغسل فمه بعد الطعام، وإن أكل معه أحد من زوجاته آنسها على الطعام فيقسم أكله معها ويضع فمه حيث موضع فم زوجته من القدح، فهو القائل: “حَتَّى اللُّقْمَةَ تَجْعَلُهَا فِي فِي امْرَأَتِكَ” فيوثق في تلك اللحظات حبه لزوجته بمثل هذا الإيناس المبهج فيصير الطعام غذاء للحب كما هو غذاء للجسد.

كان ﷺ إذا مشى مشى بقوة وعزم وكان يمشي بعفوية كذلك بعيدًا عن التواقر المتكلف، وكان إذا التفت التفت جميعًا، وكان يتبسم لمن يلقاه، وكان إذا مرَّ بصبيان سلَّم عليهم، وكان إذا لقي الرجل من أصحابه سلّم عليه وصافحه، وكان إذا صافح أحدًا لا ينزعُ يده من يده حتى يكون هو الذي ينزع..

في هذا الكتاب يستعرض الكاتب ساعات يوم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وكأنَّنا نعيش معه بساطة الحياة العظيمة وعفوية الحياة الجادة والتوازن بين مناشط الحياة، وكيف كان يتنقَّل ما بين العبادة ومسؤوليات الحياة ومتطلباتها وقضايا ومسؤوليات الدين والدعوة، وكيف كانت نفسه الشريفة تتسع لكل هذا فصدق فيه قول الله ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ﴾.

عبد الوهاب بن ناصر الطريري: أستاذ جامعي، ونائب المشرف العام في مؤسسة الإسلام اليوم، تخرج في كلية أصول الدين جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في تخصص علوم السنة النبوية وتولى التدريس في الجامعة نفسها، شغل منصب المشرف العلمي على موقع الإسلام اليوم.

من أشهر مؤلفاته: “الإمام القرطبي ومنهجه في شرح صحيح مسلم”، و”كأنك معه” و”قصص نبوية” و”حديث الغدير”.