الصباح النبوي

فإذا فرغ المصلون جميعًا من الصلاة تقاربت أطراف الصفوف فيتحلَّقوا حول رسول الله ﷺ وهو جالس في مصلاه فيسفر لهم ضوء الصباح عن ضياء وجهه ﷺ، ولربما بدأهم بموعظة بليغة تذرف منها العيون وتوجل منها القلوب، ولم يكن ﷺ يكثر عليهم العظات وإنما يتعاهدهم من غير إملال، وربما توجَّه إليهم بالسؤال هل بينهم مريض ليعوده أو جنازة فيشهدها أو هل لأحد منهم من رؤيا فيعبِّرها له، ولربما حدثهم برؤيا رآها هو ﷺ كما في حديث سمرة بن جندب، ولربما دار الحديث من الصحابة عن حياتهم في الجاهلية فإذا ذكروا ذلك ضحكوا من جهلهم في الجاهلية، ويتبسم رسول الله ولا يزال في مجلسه حتى تطلع الشمس جلية للرائى.

 الحل: 📚📚📚 مكتبة ضخمة جدا 

من الكتب المبسطة والمضغوطة على هاتفك مع تطبيق أخضر

تطبيق أخضر يوفر لك آلاف ملخصات الكتب العربية والعالمية بطريقة مقروءة ومسموعة في أكثر من ١٦ قسم في كافة مجالات الحياة 

حمله الآن 😎

جوجل بلاي -- أبل ستور

كان ﷺ معتدل المشية من غير سرعة ولا تباطؤ، وكان إذا مشى مع أصحابه مشوا أمامه وحوله ولم يكونوا يتبعونه من خلفه، وكان ﷺ يتبسم لكل من يلقاه، فإذا مر بصبيان سلم عليهم ومسح على وجوههم، وإذا مر عليه رجل من أصحابه دعا له، وإذا استوقفه أحد في الطريق وقف له ليرى حاجته ويقضيها له، كان -وهو خير الخلق أجمعين- يمشي بعفوية بعيدًا عن التزمُّت والتواقر المتكلف.

حتى إذا دخل بيته الشريف قال: “اللهم أسألك خير الموْلج وخير المخرج بسم الله ولجنا وبسم الله خرجنا وعلى ربنا توكلنا”، ثم يستاك ليطيب فمه المطيب ويسلم على أهله ويتفقد أحوالهم، وربما سأل عن طعام فإذا كان هناك طعام أكل اليسير وإذا لم يكن هناك شيء قال: “فإني إذًا صائم”.

كان ﷺ إذا مشى مشى بقوة وعزم وكان يمشي بعفوية كذلك بعيدًا عن التواقر المتكلف، وكان إذا التفت التفت جميعًا، وكان يتبسم لمن يلقاه، وكان إذا مرَّ بصبيان سلَّم عليهم، وكان إذا لقي الرجل من أصحابه سلّم عليه وصافحه، وكان إذا صافح أحدًا لا ينزعُ يده من يده حتى يكون هو الذي ينزع..

في هذا الكتاب يستعرض الكاتب ساعات يوم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وكأنَّنا نعيش معه بساطة الحياة العظيمة وعفوية الحياة الجادة والتوازن بين مناشط الحياة، وكيف كان يتنقَّل ما بين العبادة ومسؤوليات الحياة ومتطلباتها وقضايا ومسؤوليات الدين والدعوة، وكيف كانت نفسه الشريفة تتسع لكل هذا فصدق فيه قول الله ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ﴾.

عبد الوهاب بن ناصر الطريري: أستاذ جامعي، ونائب المشرف العام في مؤسسة الإسلام اليوم، تخرج في كلية أصول الدين جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في تخصص علوم السنة النبوية وتولى التدريس في الجامعة نفسها، شغل منصب المشرف العلمي على موقع الإسلام اليوم.

من أشهر مؤلفاته: “الإمام القرطبي ومنهجه في شرح صحيح مسلم”، و”كأنك معه” و”قصص نبوية” و”حديث الغدير”.