حفظ ألفاظ القرآن الكريم
حفظ ألفاظ القرآن الكريم
هو الركن الأول من أركان الحفظ التربوي، ويُقدِّم الكتاب بعض النصائح والأفكار لحفظ وتثبيت القرآن الكريم، ومن تلك النصائح أن يكون الحفظ وَفق ترتيب السور والآيات وليس الأجزاء والأثمان، كما يُفضَّل البداية من قصار السور ثم أواسطها ثم طوالها، ومن الأفضل في كل يوم أن تحفظ قدرًا مناسبًا لطاقتك اليومية مع تحديد مواعيد يومية ثابتة لحفظ الجديد، وما تحفظه الآن تكرره بعد ربع ساعة ثم نصف ساعة ثم ساعة ثم بعد ساعتين ثم مع كل أذان، ويوصى بقراءته في السنن الرواتب لذلك اليوم، كما أن تكرار الآية جهرًا حتى يتم حفظها إحدى الوسائل المُجدية لتثبيت الحفظ، ولا يُشترط تحديد عدد التكرار فالناس مختلفون.
أما عن أفضل وقت للحفظ فيعد قبيل الفجر أو بعده من أفضل الأوقات، حيث يجتمع نشاط النفس والبدن لمن اتبع السنة في النوم المبكر، حيث كان النبي (صلى الله عليه وسلم) يكره السهر بعد صلاة العشاء، أما من لم يعمل بهذه السنة فعليه أن يختار الوقت الذي يتوفر له هذان الأمران في أي وقت من ليل أو نهار، وفي بداية اليوم التالي وقبل الحفظ الجديد تسمع كل ما حفظته من بداية السورة إلى حيث وقفت ويسمى “مراجعة السورة”، وعند إتمام حفظ السورة يتم تسميعها جملة دون أخطاء في جلسة واحدة في أكثر من يوم ولا يحسن الاستعجال في الانتقال إلى السورة التي تليها قبل تحقيق هذا الشرط.
واحرص ألا تستعجل في حفظ السورة، بل قلِّل مقدار الحفظ الجديد، لأنه كلما طالت مدة حفظ السورة كان أقوى في ضبطها لأنه يزداد تكرارها وتطول مدته، أما إذا استعجلت في حفظ السورة فاتت عليك هذه الفرصة فيقل الضبط ويصعب عليك ربط أول السورة بآخرها، كما أنه من الجيد أن يتم تقسيم السورة إلى مقاطع حسب موضوعاتها وبعض الموضوعات الطويلة يمكن أن تقسم إلى أكثر من مقطع، كما يمكن جمع أكثر من موضوع في مقطع واحد حسب الطول والقصر، فهذا التقسيم يسهل حفظ السور المتوسطة والطويلة فهو يجعلها كأنها سور قصيرة، كما يمكن عمل اختبار كل أسبوع لكل ما تم حفظه من أجل التحفيز والتذكير ويفترض أن الطالب بهذه الطريقة دائمًا مستعد للاختبار لا يحتاج إلى تحضير ولا مراجعة.
وبجمع تلك النصائح ووضعها في منهجٍ وجدولٍ عملي صمم الكاتب ما أسماه “برنامج الحفظ الأسبوعي”، فمن خلاله يمكن تحقيق التمهيد للركن الثاني من أركان الحفظ التربوي وهو حفظ المعاني، كما يوفر الوقت والجهد لأن ما يحفظ تتم المحافظة عليه بأدنى كلفة، وبهذا تتحقَّق الراحة النفسية حيث يحقق للحافظ المرونة والسهولة، ويرى الحافظ ثمرة جهده تسير معه وتنمو باستمرار، ولا يحصل عنده قلق بسبب ضياع حفظه وحاجته إلى استعادته مرة أخرى.
الفكرة من كتاب الحفظ التربوي للقرآن وصناعة الإنسان
إن حقيقة النجاح ليست مُقتصرة على المعنى الدنيوي فحسب، بل النجاح الحقيقي هو ما يجمع نجاح الدنيا والآخرة بهدي القُرآن الكريم والسُنّة النبوية، فإن موضوع هذه المسألة هو الأداة التي بُنيَت به أول دولة للإسلام، وذلك لأنها تبني الإنسان أولًا، والإنسان هو الرُكن الأوَّل في دولة الإسلام، ومن خلال هذا الكتاب يُقدِّم لنا الكاتب كيف يُمكن بناء الإنسان وصناعته حتى يصبح خليفةً لله (عز وجل) في الأرض.
مؤلف كتاب الحفظ التربوي للقرآن وصناعة الإنسان
خالد بن عبد الكريم اللاحم: أستاذ القرآن وعلومه المساعد بجامعة الإمام، وعضو مجلس إدارة الجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم وعلومه، له عدَّة مؤلفات تحت مشروع بعنوان “خطوات التربية على الحياة”، ومن تلك الكُتب: “مفاتح تدبر القرآن والنجاح في الحياة”، و”مفاتح إقامة الصلاة وإخلاص العبودية لله”، و”القراءة بقلب قلب النجاح في الحياة”، وغيرها.