العالم فوق القمري
العالم فوق القمري
كان الاعتقاد السائد في القرون الوسطى وما قبلها أن العالم ينقسم إلى جزأين: عالم ما تحت القمر وهو الأرض وما فيها وعالم ما فوق القمر وهو الفضاء الخارجي وما يحويه من نجوم وكواكب ومجَّرات، وقد استلهم المفكرون والفلاسفة أمثال أرسطو من الانتظام الدقيق لتتابع النجوم والأفلاك السماوية ثبات هذا العالم ونقائه لكون مادته – على حد وصفهم- تتكوَّن من عنصر واحد غير قابل للتحلُّل إلى ما هو أبسط منه، بخلاف العالم الأرضي (ما تحت القمر) الذي يتكوَّن من أربعة عناصر أساسية هي الماء والهواء والنار والتراب، ونتيجةً لتغيُّر نسب هذه المكوِّنات تجري عوامل التغير على عالم ما تحت القمر.
ورغم أننا نألف حركة الأجرام السماوية وانتظامها، فقد استرعت اهتمام الكثير من العلماء، بدايةً من الإغريق الذين اعتقدوا أن هذا العالم لا يسير عشوائيًّا، بل إن هناك يدًا خفية تُدير هذا المشهد من خلف الكواليس، تتمثَّل في نظام رياضي وفيزيائي متناسق ولكنه معقَّد بعض الشيء، لذلك حاولوا فَهم هذا التعاقب المنتظم ومحاولة تحليله وسبر أغواره، وإليهم يُنسب إطلاق مصطلح الكوكب بمعنى المتجوِّل أو المتحرِّك، ولما كانت حركة الكواكب مستقرَّة نسبيًّا وفق دائرة محدَّدة من الحركة ابتدعوا نظام الأبراج وَفقًا لحركة الكواكب تلك، وهذا هو الأساس الذي قامت عليه عملية التنجيم بعد ذلك، وتوالت بعد ذلك المحاولات لتفسير الملاحظات المشاهَدة في حركة الأجرام السماوية فنشأ بذلك علم الفلك، ورغم صحَّة بعض فرضياته وبطلان البعض الآخر فإن ذلك لا يعني العزوف عنه بالكلية طالما كانت تلك الفرضيات متوافقة مع الملاحظة العلمية.
الفكرة من كتاب الثورة العلمية: مقدِّمة قصيرة جدًّا
لعلَّنا مدينون اليوم للتقدُّم العلمي في شتى ميادين الحياة المختلفة، حيث أصبحت المعرفة العلمية مكوِّنًا أساسيًّا في كثيرٍ من المنتجات الصناعية اليوم، ولكن تلك الثورة العلمية لم تحدث هكذا اتفاقًا! وإنما مرَّت بالعديد من المحطات المهمة التي تراكمت فيها شيئًا فشيئًا حتى وصلت إلى ما نشاهده اليوم، لذلك كان هذا الكتاب مرجعًا سهلًا للولوج إلى المحطات المختلفة للثورة العلمية، وصولًا إلى نشأة المجتمعات العلمية اليوم.
مؤلف كتاب الثورة العلمية: مقدِّمة قصيرة جدًّا
لورنس إم برينسيبيه Lawrence M. Principe: أستاذ علم الإنسانيات وكاتب أمريكي، وُلِدَ في الـ16 من مايو (أيار) عام 1962، حصل على درجتي بكالوريوس في جامعة ديلاوير (بكالوريوس دراسات ليبرالية، 1983؛ بكالوريوس في الكيمياء، 1983)، وعمل عقب تخرُّجه على مشاريع علمية في جامعة إنديانا (دكتوراه كيمياء عضوية، 1988)، وفي جامعة جونز هوبكنز (دكتوراه تاريخ العلم، 1996)، وهو الآن أستاذ العلوم الإنسانية في جامعة جونز هوبكينز في قسم تاريخ العلوم والتكنولوجيا وقسم الكيمياء، ومدير مركز تشارلز سينجلتون لدراسة أوروبا الحديثة، وهو مركز متعدِّد التخصصات للأبحاث في جامعة جونز هوبكينز.
من مؤلفاته: “أسرار الكيمياء”، و”روايات جديدة في كيمياء القرن الثامن عشر”، و”الخبير الطموح: روبرت بويل وسعيه الكيميائي”.