آن الأوان أن تُقلع عن التدخين!
آن الأوان أن تُقلع عن التدخين!
أثبتت السنوات الماضية أن التدخين ليس له فائدة واحدة لكي تظل متمسكًا به، وأن الإقلاع عن تلك العادة الذميمة هو الحل الوحيد لتفادي مشكلاته الصحية والاجتماعية والاقتصادية. وقد يتساءل أحدهم: لماذا لا يُمنع التدخين بتشريعات وقوانين مثل باقي المواد الإدمانية؟
والإجابة بكل بساطة تكمن في أن نتائج الأبحاث عن التدخين وأضراره الفظيعة لم تظهر إلا مؤخرًا بعد أن زاد عدد المدخنين على مستوى العالم، لذا يجب أن ينبع القرار من المدخن نفسه وذلك لأسباب عديدة منها: الخوف على صحته ومستقبله وعائلته، أو بسبب رغبته في تغيير نمط حياته السيئ أو حتى التكلفة الاقتصادية العالية التي يتكبَّدها الشخص المدخن، حيث أثبتت الدراسات أن معظم المدخنين بشراهة من الفقراء، ورغم ذلك لا ينفكون عن التدخين وربما يدخنون أكثر من سواهم، وهم الأولى بتحويل النقود من ذلك السبيل المؤذي إلى سبلٍ أكثر نفعًا.
ويعد أكبر عامل من عوامل الانتكاس بعد الخوض في عملية التوقف عن التدخين هو الأعراض الانسحابية، والجدير بالذكر أن تلك الأعراض ليست خاصة وثابتة عند كل شخص يُقلع وإنما تختلف قوة الأعراض وعددها من فرد الى آخر حسب مدة التدخين الكلية وعدد السجائر المدخنة يوميًّا ودرجة الاعتماد النفسي السلوكي، فقد يُصاب البعض بعرضٍ واحد أو ببعض الأعراض الآتية أو كلها: الشعور الدائم بالغضب والقلق.. والسعال الشديد والصداع.. والأرق واضطرابات النوم، ونقص التركيز والتعب والإنهاك، والإمساك بسبب نقص حركة الأمعاء الناتجة عن نقص النيكوتين المحرِّك للأمعاء، والتنميل في الأطراف بسبب تحسُّن الجريان الدموي في كل الشرايين، وأخيرًا الاكتئاب بسبب اضطرابات المزاج.
والثابت أن مدة السحب وقوة الأعراض تبدأ من اليوم الأول بعد التوقُّف وتصل إلى القمة في اليومين الثالث والرابع ثم تقلُّ بعد ذلك، لذا فالأسبوع الأول هو الحاسم في استمرار المقاومة من عدمها، وهو أكثر الأوقات انتكاسًا والأكثر احتياجًا فيه إلى المساعدات النفسية والسلوكية والطبية.
الفكرة من كتاب التدخين آفة العصر
يشكِّل التدخين أخطارًا متزايدة وأضرارًا متلاحقة بالشباب وكبار السنِّ بل والأطفال، وصار طعنةً في ظهر المجتمعات الطامحة في التقدم لما يسبِّبه من أمراضٍ وعِلل تؤثِّر صحيًّا في أفراد المجتمع فتجعلهم عاجزين بحاجة إلى رعاية مستمرة.
في هذا الكتاب يتحدث مؤلفه عن التدخين ويُفرِد أحاديثَ مطوَّلة عن آثاره السلبية في الصحة، بدايةً من الجهاز التنفسي إلى باقي الأجهزة، كما يفسر عملية الإدمان كسلوك بيولوجي.
مؤلف كتاب التدخين آفة العصر
سمير أبو حامد: كاتب وطبيب بشري، له عدة مؤلفات في مجال الطب، مثل: “مرض الزهايمر.. النسيان من نعمة إلى نقمة”، و”الجلطة الدماغية”، و”البدانة مرض العصر.. من الألف إلى الياء”.