المكونات القاتلة للسجائر
المكونات القاتلة للسجائر
تتكوَّن السجائر من نحو أربعة آلاف مادة كيميائية بعضها طبيعي والآخر صناعي تُضاف إلى تحسُّن من النكهة والمذاق منها مائتان وخمسون مادة سامة وخمسون مادة مسرطنة تتسبَّب في عشرات السرطانات المختلفة وليس سرطان الرئة فقط كما هو شائع، ومن أشهر هذه المواد هو النيكوتين الذي بمجرد دخوله الرئة وامتصاصه إلى الدم عن طريق التبادل الغازي فله القدرة على الوصول إلى المخ سريعًا وإحداث تغيرات فسيولوجية في وظائفه الطبيعية.
كذلك أول أكسيد الكربون وهو غاز شديد الخطورة يُطلَق عليه “القاتل الصامت”، عند وصوله إلى الدم يكون قادرًا على الارتباط بالهيموجلوبين في نفس موضع حمل الأكسجين، وبالطبع له الغلبة لقوة جذب تَفُوق الأكسجين مائتي ضعف، ومن ثَم يحدث نقص في تغذية احتياجات الأنسجة والأعضاء بالأكسجين اللازم لعملها.
كما يوجد في السجائر أيضًا المواد المهيِّجة وهي مواد تعمل على تهيُّج المجرى التنفسي بالكامل بدايةً من الحنجرة ثم القصبة الهوائية وصولًا إلى الرئة والقصيبات الهوائية بداخلها والحويصلات الرئوية وتقوم بتهييج جدران القصبة الهوائية، مما يحثُّها على زيادة الإفرازات المخاطية منها وخروجها في السعال، وآلية التدخين في السعال عن الملوثات والمواد المُهيجة تلتصق بالأهداب المبطِّنة للمجرى التنفسي ويتم تدميرها بعد مدة من التدخين فتزداد إفرازات المخاط أكثر وأكثر كنوع من التعويض، لكن لا تطردها الأهداب وتتراكم تلك الإفرازات ليلًا، لذلك يستيقظ المدخن على سعال قوي في الصباح لطرد الإفرازات المتجمِّعة.
أما القطران؛ فهي مادة زيتية سوداء لاصقة لا تذوب في الماء تحتوي المسرطنات الخمسين، والقطران عندما يدخل الرئة يصبغها باللون الأسود ويؤثر في وظيفتها حتى بغض النظر عن المسرطنات، وذلك تم اكتشافه عند أخذ عيِّنات من رئات مريضة بالسرطان لتحليلها فوُجدت تلك الصبغة السوداء منتشرة في أنحاء الرئة، أما عن الدخان الناتج من السجائر فينقسم إلى ثلاثة أنواع: دخان أوَّلي، ودخان ثانوي ودخان ثالثي خارج مع الزفير وهو الأكثر نقاءً والأقل ضررًا.
الفكرة من كتاب التدخين آفة العصر
يشكِّل التدخين أخطارًا متزايدة وأضرارًا متلاحقة بالشباب وكبار السنِّ بل والأطفال، وصار طعنةً في ظهر المجتمعات الطامحة في التقدم لما يسبِّبه من أمراضٍ وعِلل تؤثِّر صحيًّا في أفراد المجتمع فتجعلهم عاجزين بحاجة إلى رعاية مستمرة.
في هذا الكتاب يتحدث مؤلفه عن التدخين ويُفرِد أحاديثَ مطوَّلة عن آثاره السلبية في الصحة، بدايةً من الجهاز التنفسي إلى باقي الأجهزة، كما يفسر عملية الإدمان كسلوك بيولوجي.
مؤلف كتاب التدخين آفة العصر
سمير أبو حامد: كاتب وطبيب بشري، له عدة مؤلفات في مجال الطب، مثل: “مرض الزهايمر.. النسيان من نعمة إلى نقمة”، و”الجلطة الدماغية”، و”البدانة مرض العصر.. من الألف إلى الياء”.