حكومة المستقبل
حكومة المستقبل
إن رحلة الاكتشاف الحقيقية ليست هي البحث عن أرض جديدة وعن مصادر جديدة، بل هي النظر إلى الأمور بعيون جديدة، فبعض الناس ينظر إلى الإدارة الحكومية على أنها شيء ثابت لا يتغير، مع أن هذا غير صحيح إطلاقًا، إذ إنه في وقت من الأوقات كانت الحكومة الأمريكية كغيرها من الحكومات تحتكر صناعة السلاح، أما اليوم فسيكون من المضحك أن تتخلى الشركات الكبرى في أمريكا وفرنسا وبريطانيا عن صناعة السلاح لصالح الحكومة، هذا المثال وغيره الكثير من الأمثلة يوضح حقيقة مهمة وهي أن الحكومة تتغير، وأن واجباتها تتطور، وأن الإدارات الحكومية قادرة على التكيُّف مع روح العصر وإعادة اختراع نفسها من حين إلى آخر.
وإذا كانت الإدارة الحكومية مطالبة بالتطور في كل وقت، فإنها أحوج ما تكون إلى إعادة تشكيل نفسها واختراع حكومة جديدة في هذا الوقت خاصةً، فاليوم تحول محور الصراعات العالمية من السياسة إلى الاقتصاد، وأصبحت الإدارات الحكومية على مفترق طرق بسبب دخولنا عصر ما بعد الصناعة أي عصر المعلومات.
وهناك مبادئ عدة تنطلق منها فكرة إعادة اختراع حكومة جديدة منها أن الحكومة ليست شرًّا لا بدَّ منه؛ فهي ضرورية ومهمة لكل المجتمعات، وترقى حكومات عصر الصناعة بمركزيتها إلى مستوى التحديات والمتغيرات السريعة التي تواكب عصر المعلومات الهائل، ولا بدَّ من الأخذ في الحسبان أن العاملين في الحكومة ليسوا أساس المشكلة المتمثلة في تراجع الإنتاج والخدمات، ولكن النظام الإداري هو السبب، وذلك لأن من يفشلون في القطاع العام ينجحون في القطاع الخاص.
إن المشكلات التي يواجهها القطاع العام في عصرنا الحاضر لها سبب رئيسي، وهو افتقاد الإدارة للفعالية.
الفكرة من كتاب إعادة اختراع الحكومة
مع التقدم التكنولوجي والمعرفي تعاني حكومات الدول لا سيما الدول المتقدمة، صعوبة مواكبة هذا التقدم والتعثر في أدائها، مما يؤثر في علاقتها بشعبها والشعوب الأخرى.
في هذا الكتاب يستعرض ديفيد أوزبورن وتيد غايبلر المشكلات التي تواجه الحكومة بشكلها الحالي، ويقدمان تصورًا عن حكومة المستقبل، وما الأمور التي يجب أن تجيدها هذه الحكومة لكي تكون أكثر مواكبة للعصر ومن ثَمَّ أكثر تأثيرًا.
مؤلف كتاب إعادة اختراع الحكومة
ديفيد اوزبورن: مؤلف ومستشار أمريكي، ومؤلف مشارك لسبعة كتب، أحدها كان من أكثر الكتب مبيعًا لصحيفة نيويورك تايمز، وشغل منصب مستشار كبير لنائب الرئيس غور في عام 1993، مما ساعد على قيادة الجهود لإصلاح الحكومة الفيدرالي، يشغل حاليًّا منصب مدير مشروع معهد السياسة التقدمية عن إعادة اختراع مدارس أمريكا، وقد نُشرت روايته الأولى في عام 2017.
تيد غايبلر: مؤلف أمريكي، له العديد من الكتب منها هذا الكتاب الذي بين أيدينا.