اصطياد الإيجابيات
اصطياد الإيجابيات
يقع كثير من الآباء والأمهات في خطأ التركيز على أخطاء وسلبيات الطفل دون رؤية الإيجابيات، فلا يرون إلا الصوت العالي والمشاغبة والكلمات السيئة، وذلك السلوك السلبي قد لا يتجاوز أكثر من خمسة بالمائة من السلوك الكلي الطبيعي في أسلوب حياته، إلا أن الأهل يضخِّمون هذه السلبيات ولديهم المقدرة أن يحذفوا الخمسة والتسعين بالمائة من السلوك الطبيعي الباقي الإيجابي، وتكبير هذه الخمسة بالمائة وتعميمها لتصبح مائة بالمائة، ولا بدَّ لنجاح التربية الفعالة من الانتقال من مرحلة تكبير واصطياد هذه الأخطاء للطفل إلى مرحلة اصطياد الإيجابيات والتركيز عليها ومكافأتها، وذلك أنه عندما نركِّز على الشيء فلن نرى الشيء المعاكس له.
كما أن الوقت الذي نبذله في التركيز على أخطاء وسلبيات الطفل نأخذه من الجهد المطلوب للتركيز على الإيجابيات، ولكن الكف عن محاولة ضبط الأبناء متلبسين بالخطأ ومحاولة ضبطهم بالفعل هو الصواب، وتطبيق هذه الخطوة قد نراه في غاية السهولة نظريًّا، لكنه عمليًّا ليس بالأمر السهل علينا كأفراد ومجتمعات لأننا اعتدنا طرائق التربية القديمة، واعتدنا النقد والتصحيح والتأديب والاستجواب والنصح، وحريٌّ بنا التركيز على الفعل الإيجابي وتشجيعه والمكافأة عليه وتفعيل دور التعزيز ورصد الجوائز بدلًا من التركيز على الفعل السلبي، فذلك يزيد من الدعم والثقة لدى الطفل ويشجِّعه على أن يستغلَّ ويخرِج أفضل ما في نفسه وأفضل ما يمكنه فعله، وبذلك يتسابق الجميع للوصول إليه ولا يعد هناك أي وقت للأخطاء.
وليس العقاب هو الوسيلة التي تساعد على تغيير السلوك، كما أن المكافآت ليست وحدها كذلك، بل إنها وسيلة بناء الثقة وتقوية العلاقات بين الآباء والأبناء، ما يؤدي بشكل غير مباشر إلى تعديل السلوك.
الفكرة من كتاب أبناؤنا جواهر ولكننا حدادون
أبناؤنا جواهر نستطيع تشكيلها بسهولة من الصغر، لكننا بدلًا من أن نتعامل معهم بعناية كالصاغة نستخدم أساليب الحدادين وعضلاتنا معهم.. يأتي هذا الكتاب ليعلِّمنا أدوات صياغة الأبناء، إذ يقدم مجموعة إضاءات مهمة ونصائح تطبيقية في طرائق التربية الفعالة والحديثة، مقارنًا بين الوسائل القديمة للتربية التي يشبِّهها بطرق الحدادين وبين الوسائل والأدوات الحديثة من حيث السلبيات والإيجابيات في كلٍّ منها.
مؤلف كتاب أبناؤنا جواهر ولكننا حدادون
مسلم تسابحجي: طبيب بشري تخرَّج في كلية الطب جامعة دمشق، ونال إجازة في الشريعة الإسلامية من الجامعة نفسها، كما حصل على دبلوم التأهيل التربوي، ويعمل بمجال التدريب والاستشارات التربوية النفسية والاجتماعية، وهو مدرب معتمد في البرمجة اللغوية العصبية.