خطوات نحو بناء الثقة
خطوات نحو بناء الثقة
غرس الثقة ومحاولة إصلاح الأبناء لا يتمان بالكلام المجرد والنصائح الطويلة والحوار المنطقي والإقناع، فهناك عدة خطوات تتعاون معًا لتحقيق هذا، أولاها إزالة مسببات الخوف والرهبة عند الأبناء، وذلك بامتناع الوالدين عن وسائل العقاب المعتادة بكل أنواعها من مادي ومعنوي وعن وسائل التهديد واللوم لأن كل هذا يثير الخوف لدى الأبناء ويهدم الثقة بأنفسهم، بعدها يأتي دور مصادقة الأبناء، فتعد أمرًا ضروريًّا في بناء ثقة الابن بنفسه في كل المراحل العمرية التي يمر بها، ذلك أن أسلوب الرهبة الذي اعتدناه في وسائل التربية القديمة لا يجدي أبدًا في غرس الثقة.
كذلك يجب الابتعاد عن محاولات التحكم والسيطرة، ويتحقَّق ذلك من خلال توفير مجال للحرية للأبناء ليمارسوا استقلاليتهم النفسية والذهنية والمعنوية، وليس المطلوب هنا هو تركهم دون رقابة ويفعلون ما يريدون، بل التقليل من السيطرة والتحكم وحل التفاهم والصداقة محلهما، بعد ذلك يأتي دور الحب غير المشروط في بناء الثقة، فمن المؤكد أن كل الآباء والأمهات يحبون أبناءهم بلا شروط، لكن الأبناء لا يعلمون ذلك ويرون عكسه، لذا قل لطفلك دائمًا إنك تحبه لشخصه ولأنه ابنك لا بشروط كأن يتفوَّق أو يطيعك، ثم التفهم، وهو من الأمور الضرورية في بناء الثقة، إذ إن وجهة نظر ورؤية الوالدين تختلف عن الأبناء كليًّا، فيجب على الآباء النظر إلى الأمور من منظار الأبناء، والاستماع إليهم أكثر من إعطاء النصح.
ويأتي دور القدوة، ولا يمكن تحقيقها إلا أن يكون الأب والأم أهلًا لها وقدوة في التعامل والعادات والسلوك والأفعال، فلا تتوقَّع أن ينفِّذ الأبناء سلوكًا معينًا وهم يرون الوالدين لا يفعلونه، بعدها يأتي الاحترام المتبادل بين الوالدين والأبناء، فلا ينبغي أن يعامَل على أنه مجرد طفل، بل كإنسان له شخصيته ومشاعره وأفكاره، وأكثر الآباء يطالبون الأبناء باحترامهم، وهذا لا يأتي إلا إذا احترموا أولادهم أولًا، كذلك لعب الآباء مع الأبناء يقوِّي الثقة والعلاقة بينهما ويزيد من الألفة، وكذلك مشاركتهم اهتماماتهم وتشجيعهم.
الفكرة من كتاب أبناؤنا جواهر ولكننا حدادون
أبناؤنا جواهر نستطيع تشكيلها بسهولة من الصغر، لكننا بدلًا من أن نتعامل معهم بعناية كالصاغة نستخدم أساليب الحدادين وعضلاتنا معهم.. يأتي هذا الكتاب ليعلِّمنا أدوات صياغة الأبناء، إذ يقدم مجموعة إضاءات مهمة ونصائح تطبيقية في طرائق التربية الفعالة والحديثة، مقارنًا بين الوسائل القديمة للتربية التي يشبِّهها بطرق الحدادين وبين الوسائل والأدوات الحديثة من حيث السلبيات والإيجابيات في كلٍّ منها.
مؤلف كتاب أبناؤنا جواهر ولكننا حدادون
مسلم تسابحجي: طبيب بشري تخرَّج في كلية الطب جامعة دمشق، ونال إجازة في الشريعة الإسلامية من الجامعة نفسها، كما حصل على دبلوم التأهيل التربوي، ويعمل بمجال التدريب والاستشارات التربوية النفسية والاجتماعية، وهو مدرب معتمد في البرمجة اللغوية العصبية.