الآثار البيئية
الآثار البيئية
كان الفقر في الصين الاشتراكية يعني عدم تحول أي شيء إلى نفايات، حيث كانت العائلات الصينية تعمل على تدوير مخلفات الاستهلاك عبر استخدامها في أغراض أخرى، لكن أدى التحول الضخم في الأنماط الاستهلاكية في الصين إلى توحُّش الأثر السلبي للأضرار البيئية تمثل بعضها في زيادة معدلات التلوث ودرجات الاحتباس الحراري وتصحُّر مساحات واسعة من الأشجار والمراعي.
ويبدو الأمر أكثر وضوحًا في المياه، حيث تناقصت على نحو كبير الأنهار الجليدية وتلاشت البحيرات مع جفاف الأنهار، كما تقلَّصت الطبقات الصخرية المائية المسؤولة عن إمدادات حزام القمح الصيني في شمال البلاد، مما يؤثر بدوره على الإمدادات من الحبوب الغذائية بالبلاد، وفي ظل مشكلة غذاء عالمية يصبح الوضع أكثر سوءًا حيث من الصعب الاطمئنان إلى السوق العالمي في توفير النقص في الإمدادات الغذائية المحلية عبر عمليات الاستيراد، وفي مظهر آخر من ضريبة ارتفاع وتيرة الاستهلاك الصيني نجد أن تنامي موجات التصحُّر ونقص المساحات المزروعة في البلاد اضطر المسؤولين إلى إيجاد حل عبر التوجُّه إلى الاستثمار الزراعي في أفريقيا لتوفير الغذاء.
وثمة ضرر بيئي آخر تمثَّل في أطنان القمامة غير المعالجة التي أغرقت المدن والبلدات الصينية التي يغذيها باستمرار ذلك الولع بالمنتجات الأحادية الاستخدام من قِبل الأفراد، فالصين الآن مسؤولة عن ثلث قمامة العالم، وتجد صعوبة كبيرة في عملية تدويرها للاستفادة منها أو حرقها وتحويلها إلى سماد عضوي أو التخلص منها بطريقة أخرى مناسبة، وتشكِّل تلك المخلفات أضرارًا جسيمة على الصحة العامة خصوصًا تلك المخلفات الإلكترونية التي ربما تحوي مواد سامة أو إشعاعية، لذا تحاول الصين جاهدة زيادة الاستثمارات في منتجات الطاقة المتجددة والتنمية المستدامة نظرًا إلى إدراكها الاحتمالات والعواقب للمشكلات البيئية.
الفكرة من كتاب على خطى الصين يسير العالم
الصين اليوم ليست هي الصين بالأمس، فتجربتها تحتوي على فوارق تاريخية دقيقة، وعلى ذلك فهذا الكتاب يوفر لنا كنزًا من المعلومات في صورة سهلة الاستيعاب ومثيرة للاهتمام حول ما أسهمت به إجراءات الإصلاح الاقتصادي من تغييرات جذرية في المعادلة المجتمعية في الصين.
مؤلف كتاب على خطى الصين يسير العالم
كارل غيرث Karl Gerth: كاتب وخبير في مجال النظم الاستهلاكية الصينية، حصل على دكتوراه الفلسفة من جامعة هارفارد، ويعمل أستاذًا للدراسات الصينية في جامعة أكسفورد، كما حصل على العديد من الجوائز البحثية من مؤسسة فولبرايت الأمريكية والأكاديمية البريطانية ووزارة التعليم اليابانية، ويشغل حاليًّا منصب الرئيس المشارك لفريق الصين بمشروع ceres 21 الذي يدرس عملية التكيف الإبداعي في صناعتي السيارات والطاقة مع التغيرات المناخية في ثلاث قارات برعاية مجلس البحوث النرويجي.
له العديد من الكتب منها:
الرأسمالية التي لا تنتهي.
ثقافة المستهلك وخلق الأمة.