أسواق متطرفة
أسواق متطرفة
على مدى القرن المنصرم تغيرت نظرة الصينيين جذريًّا حول النظرة السلعية إلى الأشياء والخدمات، فسرعان ما اتجهت الصين إلى شراء وبيع أي شيء يمكن أن يخطر على بال، من هنا نشأت الأسواق المتطرفة من تجارة الأطفال والأعضاء البشرية والمواد المخدرة والعبيد والزوجات المستخدمات لأغراض جنسية، فالأسواق دون رقيب عليها يمكنها أن تتمرَّد إلى أبعد حدود فلا يكون لها حد لا يمكن أن تتخطَّاه.
فالهيكل الديمغرافي في الصين الذي تمثَّل في عدم التوازن بين أعداد الرجال والنساء أسهم على نحو كبير في خلق سوق لتجارة الجنس، وانعكس ذلك على تنامي وتيرة عمليات الإجهاض بصورة كبيرة للنساء غير المتزوجات، وأيضًا على موضات الأزياء التي أصبحت تأخذ طابعًا إغرائيًّا في تصميماتها، فأضحت الصين حاليًّا تمثِّل أضخم مركز لتجارة الجنس في العالم، ونتيجة تشوُّه الهيكل العددي بين الرجال والنساء تجد السلطات الصينية صعوبة في السيطرة على تلك الأوضاع فضلًا عن حظرها كاملًا.
كما حلَّت الصين في المرتبة الثانية بعد أمريكا في تجارة الأعضاء البشرية، فعلى مدى السنوات القليلة الماضية أصبحت الصين قِبلة السائحين الراغبين في العلاج، وبسبب نقص أعداد المتبرعين تشكَّلت سوق سوداء تستهدف الأثرياء لبيع الأعضاء البشرية المختلفة، ورغم إنكار الصين المستمر لوجود مثل هذه الأسواق فقد اضطرَّت أخيرًا إلى إصدار العديد من القوانين لتنظيم تلك السوق على نحو أفضل.
ومن ناحية أخرى نجد أن الصين تعد أكبر مستهلك في العالم للحيوانات والنباتات المهدَّدة بالانقراض، خصوصًا مع تزايد رقعة الطب الشعبي في البلاد، ففي الصين فقط يمكنك شراء مخ القردة، وعظام النمور المنقوع في الخمر، ولحم البوم، وزعانف السلاحف المخللة، ومخالب الدببة، مما يهدِّد بدوره أجناسًا حيوانية نادرة بالفعل.
الفكرة من كتاب على خطى الصين يسير العالم
الصين اليوم ليست هي الصين بالأمس، فتجربتها تحتوي على فوارق تاريخية دقيقة، وعلى ذلك فهذا الكتاب يوفر لنا كنزًا من المعلومات في صورة سهلة الاستيعاب ومثيرة للاهتمام حول ما أسهمت به إجراءات الإصلاح الاقتصادي من تغييرات جذرية في المعادلة المجتمعية في الصين.
مؤلف كتاب على خطى الصين يسير العالم
كارل غيرث Karl Gerth: كاتب وخبير في مجال النظم الاستهلاكية الصينية، حصل على دكتوراه الفلسفة من جامعة هارفارد، ويعمل أستاذًا للدراسات الصينية في جامعة أكسفورد، كما حصل على العديد من الجوائز البحثية من مؤسسة فولبرايت الأمريكية والأكاديمية البريطانية ووزارة التعليم اليابانية، ويشغل حاليًّا منصب الرئيس المشارك لفريق الصين بمشروع ceres 21 الذي يدرس عملية التكيف الإبداعي في صناعتي السيارات والطاقة مع التغيرات المناخية في ثلاث قارات برعاية مجلس البحوث النرويجي.
له العديد من الكتب منها:
الرأسمالية التي لا تنتهي.
ثقافة المستهلك وخلق الأمة.