لماذا تدعم أمريكا إسرائيل؟
لماذا تدعم أمريكا إسرائيل؟
ما الذي يجعل الولايات المتحدة الأمريكية تدعم الدولة الصهيونية الناشئة إلى هذا الحد؟ لنفهم ذلك، علينا العودة إلى التاريخ لنعرف أوجه التشابه والاختلاف بينهما، فالمجتمع الأمريكي مجتمع استيطاني، قوامه المهاجرون الذين تركوا أوطانهم ليأتوا إلى العالم الجديد، ويكتسبوا هوية جديدة بالطبع، لكن يبدو أن انصهار الجميع في بوتقة الحضارة الأمريكية مجرد وهم، إذ إنك ترى الزنوج يطالبون بحقوقهم وينعتون أنفسهم بأنهم “أفرو أمريكان”.
وترى الأمريكيين من أصل إيطالي يتجمعون في جماعات للدفاع عن حقوقهم ومحاولة تشويه صورتهم، وترى الأيرلنديين يحشدون قواهم لتأييد جيش التحرير الأيرلندي، إذ يبدو أن البوتقة المزعومة لم تفلح في احتوائهم، وكذلك الوضع في إسرائيل، فهي مجتمع استيطاني يجمع يهود الشتات من كل الدول، ويحاول أن يكسبهم هوية جديدة، لكـن هيهات!
كذلك نجد تشابهًا كبيرًا رغم الفارق الزمني الطويل بين المجتمعين الأمريكي والإسرائيلي، فكلاهما يرفض التاريخ بعناد وإصرار، فالبروتستانت المتطرفون الذين هاجروا إلى أرض الميعاد “أمريكا” يرفضون التاريخ المسيحي كله، ويرفضون أي رؤية تاريخية ويريدون العودة إلى البساطة الأولى، ويقولون إن تاريخ العالم ليس سوى مجرد تمهيد لظهور أمريكا، كذلك اليهود يريدون العيش في كيان قومي مستقل لم تدخل عليه الشوائب التاريخية، وعقلية الريادة والعنف العنصري لدى الشعبين يفسِّران كيف يمكن أن يفهم الشعب الأمريكي الإسرائيليين بسهولة شديدة للتشابه الشديد بينهما.
الفكرة من كتاب الفردوس الأرضي
للدكتور عبد الوهاب المسيري فلسفة متكاملة في كل كتبه وأطروحاته، تمثل هذه الكتب القيِّمة صندوقًا مغلقًا يصعب الولوج إليه بغير المفتاح والمدخل، فهذا الكتاب بمثابة المدخل إلى كل كتب المسيري، أما باقي كتبه فهي بلورة لهذه المعاني التي تجلَّت له في هذا الكتاب، فهو يلقي الضوء على مرحلة فارقة في حياة كاتبه، واصفًا انتقاله من النموذج المادي إلى الإنسانية والإسلام.
يرفض المؤلف في هذا الكتاب النموذج الغربي المادي الذي يحاول تحقيق الفردوس الأرضي فيحول الأرض كلها جحيمًا تحت قدميه، ويتحدث المسيري كذلك عن مدخله للإسلام عبر مالكوم إكس الشخص الذي أدرك أن فردوسه في الحياة الدنيا هو فردوسه القلبي الإيماني.
مؤلف كتاب الفردوس الأرضي
عبد الوهاب المسيري: مفكر وكاتب مصري، يعد أحد أهم أعلام القرن العشرين، ولد في أكتوبر عام 1938 في مدينة دمنهور، وتُوفِّي في الثالث من يوليو عام 2008، تخرَّج في قسم اللغة الإنجليزية بكلية الآداب جامعة الإسكندرية، ثم سافر ليحصل على الماجستير من جامعة كولومبيا، وحصل على الدكتوراه من جامعة روتجرز بالولايات المتحدة الأمريكية، وعندما عاد إلى مصر درَّس في جامعة عين شمس وفي عدة جامعات عربية من أهمها جامعة الملك سعود، وكان مستشارًا ثقافيًّا للوفد الدائم لجامعة الدول العربية.
صدر له العديد من المؤلفات وعشرات الدراسات والمقالات، من أبرز كتبه: “الفردوس الأرضي” و”رحلتي الفكرية: في البذور والجذور والثمار” و”دراسات معرفية في الحداثة الغربية” و”العلمانية الجزئية والعلمانية الشاملة”.