زواج عائشة بالنبي ﷺ
زواج عائشة بالنبي ﷺ
عاش ﷺ مع زوجته الأولى السيدة خديجة قرابة خمس وعشرين سنة لم يتزوج عليها أو يفكر في ذلك، ولما توفيت في السنة العاشرة بعد الدعوة ولاحظت السيدة خولة بنت حكيم امرأة عثمان بن مظعون حزنه على زوجته، قالت له: أي رسول الله ألا تتزوَّج؟ فقال من؟ قالت: إن شئت بكرًا وإن شئت ثيبًا وذكرت له عائشة وسودة بنت زمعة، فأوفدها إلى بيت أبي بكر لخطبتها وجرت الخطبة، وأصدقها أربعمائة درهم، وبعد ذلك بسنوات كان الزواج.
وكان عمرها آنذاك حين زُفَّت إلى النبي ما بين الثانية عشرة والخامسة عشرة، وشاءت بعض الدواعي السياسية والدينية بعد ذلك في أن تتعدَّد زوجاته، وتتعدَّد صلات المصاهرة بينه وبين قبائل الجزيرة العربية، ولكن بين هؤلاء الزوجات التسع وعدله بينهن فيما يملك كان لعائشة مكانة خاصة في قلبه، وفي ذلك كان يقول: “اللهم هذه قسمتي فيما أملك، فلا تلمني فيما تملك ولا أملك”.
وكانت ككل أنثى تتوق إلى الذرية شأن كل صويحباتها، ويظهر ذلك في قولها لرسول الله وهي حزينة: كل صويحباتي لهن كنى! قال فاكتني بابنك عبد الله، يشير إلى عبد الله بن الزبير ابن أختها أسماء فكان لها بمثابة الابن، أما عن المزايا التي اختصت بها دون باقي زوجاته، فكانت تقول بعد وفاته: “فُضِّلت على نساء النبي بعشر! لم ينكح بكرًا قط غيري، ولا امرأة أبواها مهاجران غيري، وأنزل الله براءتي من السماء، وجاء جبريل بصورتي من السماء في حريرة، وكنت أغتسل أنا وهو في إناء واحد ولم يكن يصنع ذلك بأحد من نسائه غيري، وكان يصلي وأنا معترضة بين يديه دون غيري، وكان ينزل عليه الوحي وهو معي ولم ينزل وهو مع غيري، وقبض وهو بين سحري ونحري، وفي الليلة التي كان الدور عليَّ فيها، ودفن في بيتي”.
الفكرة من كتاب الصديقة بنت الصديق
يتناول هذا الكتاب سيرة سيدة من سيدات بيت النبوة وهي أم المؤمنين عائشة (رضي الله عنها)، يستهله المؤلف بمقدمة عن صورة المرأة في العصر الجاهلي ووضعها في ذلك الوقت، ثم ينتقل إلى حياة أم المؤمنين عن قرب وملامح شخصيتها وأبرز محطات حياتها منذ الصغر ونشأتها في بيت أبي بكر الصديق، حتى زواجها من النبي ﷺ، يستعرض فيه عدة مواقف وأحداثًا متفرقة من حياتها قبل وبعد الزواج، وأحوالها كزوجة لخير الخلق أجمعين ومواقفها معه، وكيف كانت أحب النساء إليه ودورها في حفظ وخدمة سنة الرسول الكريم بعد وفاته، ويختتمه بالحديث عن حقوق المرأة بين المساواة والإنصاف، نجد في سيرتها قدوة حسنة تقتدي بها كل امرأة ومثلًا من أمثلة الأنوثة الخالدة على مر العصور.
مؤلف كتاب الصديقة بنت الصديق
عباس محمود العقاد: كاتب ومفكر ومؤرخ مصري، ولد بأسوان عام 1889، لُقِّب بالعقاد نسبة إلى جده الذي كان يعمل بأحد مصانع الحرير، لم يحصل من الشهادات إلا على التعليم الابتدائي، ولكن ظهر نبوغه في مجالات مختلفة بسبب عكوفه على القراءة والتثقيف الذاتي، فكان يكتب في السياسة والفلسفة والأدب والنقد والشعر وتراجم الأعلام ومشاهير الفكر.
وقد نال عضوية مجمع اللغة العربية، وكان عُضْوًا مُراسِلًا للمجمع ببغداد ودمشق، كما منحته جامعة القاهرة الدكتوراه الفخرية، ولكنه رفضها مثل جائزة الدولة التقديرية، وأسَّس مع المازني وعبد الرحمن شكري مدرسة “الديوان”، وله الكثير من المؤلفات جاوزت المائة، أشهرها سيرته الذاتية “أنا” وسلسلة “العبقريات” و”التفكير فريضة إسلامية” وغيرها، وله رواية واحدة فقط هي “سارة”.