نشأة عائشة رضي الله عنها
نشأة عائشة رضي الله عنها
ولدت (رضي الله عنها) لأبي بكر الصديق من زوجته أم رومان، وكانت قبل أن يتزوجها زوجة لصاحب له في الجاهلية وهو عبد الله بن الحارث بن سخبرة، فلما مات تزوَّجها أبو بكر ليحفظ بيت صاحبه، وأنجبت له عائشة، وكانت أم رومان امرأة ذكية أسلمت وهاجرت مع أبي بكر، وروي عن النبي ﷺ أنه قال: من سرَّه أن ينظر إلى امرأة من الحور العين فلينظر إلى أم رومان، ولا يُعرف تحديدًا في أي سنة ولدت السيدة عائشة، ولكن الأقرب أنها ولدت في السنة الحادية عشرة أو الثانية عشرة قبل الهجرة.
أما وصفها وصفاتها فرُوي أنها كانت بيضاء أقرب إلى الطول، نحيفة في صباها، كذلك كانت جهورية الصوت، كما روي عنها في موقعة الجمل أنها كانت تخطب العسكر من هودجها في ساحة الحرب فيسمعون خطابها، ورثت عن أبيها الكثير من الصفات مثل لون البشرة والذكاء وحدة الطبع والكرم في الضيق والسعة، فعن عروة بن الزبير أنه قال: “رأيت عائشة تتصدَّق بسبعين ألفًا وإنها لترقع جانب درعها”.
ومن صفاتها غزارة الحفظ، فحسبها أنها قد روت أكثر من ألفي حديث، في أحكام الشريعة والأحوال والآداب وكانت تفقه وتفسر، كما قال عنها مسروق الهمداني: رأيت مشيخة أصحاب رسول الله الأكابر يسألونها عن الفرائض، ورثت عن أبيها سرعة البديهة والحفظ وحسن الاستشهاد، وقيل إنه ما كان ينزل بها شيء إلا أنشدت فيه شعرًا، كما كانت مهتمة تواقة إلى معرفة تواريخ الأمم وتقتدي بأبيها في حفظ الأنساب، وأيضًا كما تقول بعض الروايات فقد كانت على علم بطب زمانها والفلك والنجوم والظواهر الجوية، وغير ذلك.
الفكرة من كتاب الصديقة بنت الصديق
يتناول هذا الكتاب سيرة سيدة من سيدات بيت النبوة وهي أم المؤمنين عائشة (رضي الله عنها)، يستهله المؤلف بمقدمة عن صورة المرأة في العصر الجاهلي ووضعها في ذلك الوقت، ثم ينتقل إلى حياة أم المؤمنين عن قرب وملامح شخصيتها وأبرز محطات حياتها منذ الصغر ونشأتها في بيت أبي بكر الصديق، حتى زواجها من النبي ﷺ، يستعرض فيه عدة مواقف وأحداثًا متفرقة من حياتها قبل وبعد الزواج، وأحوالها كزوجة لخير الخلق أجمعين ومواقفها معه، وكيف كانت أحب النساء إليه ودورها في حفظ وخدمة سنة الرسول الكريم بعد وفاته، ويختتمه بالحديث عن حقوق المرأة بين المساواة والإنصاف، نجد في سيرتها قدوة حسنة تقتدي بها كل امرأة ومثلًا من أمثلة الأنوثة الخالدة على مر العصور.
مؤلف كتاب الصديقة بنت الصديق
عباس محمود العقاد: كاتب ومفكر ومؤرخ مصري، ولد بأسوان عام 1889، لُقِّب بالعقاد نسبة إلى جده الذي كان يعمل بأحد مصانع الحرير، لم يحصل من الشهادات إلا على التعليم الابتدائي، ولكن ظهر نبوغه في مجالات مختلفة بسبب عكوفه على القراءة والتثقيف الذاتي، فكان يكتب في السياسة والفلسفة والأدب والنقد والشعر وتراجم الأعلام ومشاهير الفكر.
وقد نال عضوية مجمع اللغة العربية، وكان عُضْوًا مُراسِلًا للمجمع ببغداد ودمشق، كما منحته جامعة القاهرة الدكتوراه الفخرية، ولكنه رفضها مثل جائزة الدولة التقديرية، وأسَّس مع المازني وعبد الرحمن شكري مدرسة “الديوان”، وله الكثير من المؤلفات جاوزت المائة، أشهرها سيرته الذاتية “أنا” وسلسلة “العبقريات” و”التفكير فريضة إسلامية” وغيرها، وله رواية واحدة فقط هي “سارة”.