مواصفات المشروع
مواصفات المشروع
إن المشروع الذي يختاره الإنسان لا بدَّ أن يكون مستوفيًا للمواصفات التي تمنحه وصف المشروع، وهي في المجمل أربع صفات؛ أولاها أن يكون مشروعًا يصل بين دنيا الإنسان وآخرته، فهذا ما يميِّز الإسلام أنه جعل طريق الدنيا هو طريق الآخرة بلا اختلاف ولا افتراق، والصفة الثانية هي أن تكون مُحبًّا لمشروعك، فلا شيء يصنع الإبداع كالحب، فالأعمال التي نجد لها وقعًا في نفوسنا ونقبل عليها ونحن نشعر أن بيننا وبينها صلة هي التي تستمر ونصبر لأجلها، ونبدع فيها، أما الصفة الثالثة فهي أن يكون المشروع متوافقًا مع قدراتك وإمكاناتك، والصفة الرابعة هي أن يكون مشروعك ممكنًا في الواقع، أي أنك حين تختار مشروعك ينبغي أن تختار مشروعًا قابلًا للتنفيذ، وفي حيِّز المكان.
فهذه الصفات الأربع متكاملة، أي لا يمكن أخذ بعضها وترك البعض الآخر، وهناك الكثير من المشروعات التي تحتاج إليها الأمة قد تجد نفسك فيها، كأن يقوم المرء على حاجة الفقراء والمساكين، أو أن يصلح بين الناس وسد ما بينهم من شقاق ووأد وخلاف، أو أن يكون الإنسان طبيبًا أو مهندسًَا يسد حاجة المسلمين، أو أن تقوم على مشروع تعليمي وهو من أعظم المشاريع النافعة للأمة، ومشروع الجاليات، ومشروع التربية، ومشروع حفظ كتاب الله، ومشروع ترجمة الكتب والمقالات والعلوم التي تفيد الإنسان في حياته العلمية والعملية، وغيرها من المشاريع التي تحتاج إليها الأمة.
وتستطيع اكتشاف مشروع بأن تلاحظ فيه ثلاثة جوانب، وهي أن يكون المشروع الذي تختاره واضحًا لك لا لبس فيه، وأن تستولي فكرة المشروع على عقلك وفكرك، وأن تبذل له جميع وقتك، فبهذه الجوانب تستطيع بسهولة تحديد ما قد تسميه “مشروع العمر”.
الفكرة من كتاب مشروع العمر
ما قيمة أن يحيا الإنسان بلا هدف في حياته، وهو الكائن الذي كرَّمه الله وأسجد له الملائكة، إن قيمة العُمر تكمُن في القيمة التي قدَّمها الإنسان لربِّه، ومن هُنا انطلق الكاتب في رحلة قصيرة لتُشعل نار الحماسة بأهمية العُمر، وأهمية أن يكون للإنسان مشروع خاص به يستطيع من خلاله خدمة أُمَّته ومجتمعه.
مؤلف كتاب مشروع العمر
مشعل الفلاحي: كاتب ومُدرِّب في التنمية الشخصية، ومُدير بمركز الدعوة بمدينة حلي التابعة لمحافظة القنفذة بالسعودية، حصل على درجة الدكتوراه في الشريعة.
له العديد من المؤلفات منها: ابدأ كتابة حياتك، وأفكار تصنع الحياة، وبوح المشاعر، وغيرها.