أشواق الكبار وأحلامهم

تأمَّل قول أبي الأنبياء إبراهيم (عليه السلام) وهو يشتاق إلى تخليد ذكره، وبقاء أثره فيدعو ربَّه ﴿وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ﴾، فقرر أن يعيش حياتين، الحياة الأولى تلك التي يخوضها بجسده، والأخرى تلك التي أبقاها مشروعه، وكذلك نبي الله سليمان (عليه السلام) كان مثالًا عظيمًا لأمنية لم ولن تتكرَّر على الأرض، فقد دعا ربه قائلًا: ﴿قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّن بَعْدِي ۖ إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ﴾. فالأشواق العالية، والمشاريع تخلِّد ذكريات أصحابها، وتبقيهم أحياء حتى بعد رحيلهم عن الأرض، يقول تعالى: ﴿إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَىٰ وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ ۚ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُّبِينٍ﴾، فالحياة ليست بطول السنوات وإنما بعرض الأحداث.

 الحل: 📚📚📚 مكتبة ضخمة جدا 

من الكتب المبسطة والمضغوطة على هاتفك مع تطبيق أخضر

تطبيق أخضر يوفر لك آلاف ملخصات الكتب العربية والعالمية بطريقة مقروءة ومسموعة في أكثر من ١٦ قسم في كافة مجالات الحياة 

حمله الآن 😎

جوجل بلاي -- أبل ستور

فتأمل النماذج التي أبقت ذكراها، فهذا أُبيُّ بن كعب الأنصاري (رضي الله عنه) سخَّر حياته لجمع كتاب الله، وهذا خالد بن الوليد (رضي الله عنه) سخَّر حياته للجهاد في سبيل الله، وهذه أم المؤمنين عائشة (رضي الله عنها) سخَّرت حياتها للعلم عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم).

وبعد الصحابة الكرام عبر التاريخ، فهذا البُخاري (رحمه الله) ومشروع عمره حفظ حديث رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وجمعه، وجابر بن حيَّان ومشروعه في علم الكيمياء، ومحمد بن موسى الخوارزمي ومشروعه في علم الجبر، ومن عصرنا الحالي هناك كثير من النماذج أصحاب الهمم والأحلام، فهذا سليمان بن عبد العزيز الراجحي ومشروعه المالي، والمشروع الدعوي لعبد الرحمن السميط، والشيخ أحمد ديدات (رحمه الله تعالى) من خلال المناظرات والدعوات للدين الإسلامي.

فلا تتردَّد في البَدء مهما بدا لك مشروعك صغيرًا، فهذه المرأة التي سخَّرت حياتها لخدمة مسجد رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، وحين توفِّيت صلَّى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ودعا لها.

ما قيمة أن يحيا الإنسان بلا هدف في حياته، وهو الكائن الذي كرَّمه الله وأسجد له الملائكة، إن قيمة العُمر تكمُن في القيمة التي قدَّمها الإنسان لربِّه، ومن هُنا انطلق الكاتب في رحلة قصيرة لتُشعل نار الحماسة بأهمية العُمر، وأهمية أن يكون للإنسان مشروع خاص به يستطيع من خلاله خدمة أُمَّته ومجتمعه.

مشعل الفلاحي: كاتب ومُدرِّب في التنمية الشخصية، ومُدير بمركز الدعوة بمدينة حلي التابعة لمحافظة القنفذة بالسعودية، حصل على درجة الدكتوراه في الشريعة.

له العديد من المؤلفات منها: ابدأ كتابة حياتك، وأفكار تصنع الحياة، وبوح المشاعر، وغيرها.