سلوكيات قهرية

سلوكيات قهرية
هل تخيلت يومًا أن الشعور القهري المتكرر بتحريك الساقين في الليل يمكن أن يكون علامة على أنك تعاني أحد اضطرابات النوم؟
توجد متلازمتان يكون الشعور القهري بالحركة عرضًا أساسيًّا للإصابة بهما، وهما: متلازمة تململ الساقين، واضطراب الأكل المرتبط بالنوم أو الأكل الليلي، والاختلاف بينهما يكمن في السلوك الذي ينشأ عن كلٍّ منهما، ففي حالة تململ الساقين تصاحب الشعورَ القهري الذي عادةً ما يكون في الساقين رغبةٌ كبيرة في الحركة تصاحبها أحاسيس مزعجة مثل: الوخز أو الطنين أو الألم، وهذا يجعل المصابين يشعرون باليأس حيال الطريقة التي سيقضون بها ليلتهم، إذ تصل ساعات نومهم إلى ثلاث أو أربع ساعات، وحتى خلال هذه المُدة يُعاني المصابون بنسبة 80 إلى 90% من نوبات قصيرة متقطعة من ركلات الساق أو الهزات العنيفة كل خمس إلى تسعين ثانية، في ما يُعرف بـ«اضطراب حركة الأطراف الدورية» وتكمن المعاناة في هذه المتلازمة في أنها تمنع الدخول في النوم، وحتى إن تمكن المريض من الدخول في حالة النوم العميق تُفسِد حركة الساق جودة نومِه.
أما بالنسبة إلى متلازمة الأكل الليلي، فالشعور القهري بالحركة يتمثل في الحاجة إلى تناول الطعام، ولا يهدأ حتى يُشبع هذا الدافع بتناول الطعام، وهذا ما يجعل المتلازمة خطيرة، إذ إن المصابين في أثناء تحضيرهم الطعام عادةً ما يتسببون في حرائق أو يعرضون أنفسهم للخطر بتناول مشروبات ساخنة أو أكل مواد سامة، كما تؤثر فيهم خلال النهار حيث يصابون بفقدان الشعور بالجوع ويزداد وزنهم، واضطراب الأكل المرتبط بالنوم رغم أنه يندرج ضمن أنواع اضطرابات نوم مرحلة حركة العين غير السريعة مثل السير في أثناء النوم والذعر الليلي، فإنه يندرج أيضًا تحت أعراض المشكلات النفسية، إذ أكدت الأبحاث أن 15% من مرضى هذا الاضطراب يُعانون مشكلة نفسية.
ويُرجح أن علاج متلازمة الساقين يؤدي إلى تحسين متلازمة الأكل الليلي، إذ إن الدواء الأساسي لعلاجها هو محفزات مستقبلات الدوبامين مثل: الروبينزول التي تكون مسؤولة عن تناول الطعام ليلًا بالطريقة نفسها التي تسبب بها السلوكيات القهرية، ويمكن استخدام أحد أدوية علاج الصرع مثل: التوبيراميت، إذ يعمل على تقليل الشهية.
الفكرة من كتاب “الدماغ الليلي: الكوابيس، علم الأعصاب، وعالم النوم السري
بعد يومٍ شاق مليء بالعمل كل ما نفكر به عندما نعود إلى المنزل أن نحظى بقسط من النوم الهادئ نجدد به نشاطنا لاستقبال يوم جديد، ولكن بعض الأشخاص رغم رغبتهم الشديدة بالنوم فإنهم وبسبب حدوث خلل في مراحل نومهم لا يقضون ليلتهم بشكل هادئ، بل إن بعضهم لا يعرفون سببًا لعدم قدرتهم على النوم أو أن جودته نومهم سيئة، ولهذا فإن هذا الكتاب يستعرض اضطرابات النوم الشائعة التي قد يعاني منها بعضنا، ويذكر طُرق التعامل معها، والتقليل من حدوثها.
مؤلف كتاب “الدماغ الليلي: الكوابيس، علم الأعصاب، وعالم النوم السري
جاي لشزينر: أستاذ علم الأعصاب وطب النوم في معهد الطب النفسي وعلم النفس وعلم الأعصاب في كينغز كوليدج لندن «King’s College London»، كما أنه استشاري في مستشفيات غاي وسانت توماس «Guy’s and St Thomas’ Hospitals» ومستشفيات أخرى، دَرَسَ الطب في كلية ماجدالين «Magdalen College» بجامعة أكسفورد والكلية الإمبراطورية «Imperial College» في سانت ماري، وأكمل الدكتواه في علم وراثة الصرع وإدارة الأدوية في إمبريال كوليدج لندن «Imperial College London» ومعهد ويلكوم ترست سانجر «Wellcome Trust Sanger Institute» في كامبريدج.
كان يقود مركز اضطرابات النوم بمستشفى جاي «Guy’s Hospital» الذي يقدم أكبر خدمات النوم في أوربا، إضافة إلى تقديمه سلسلة “أسرار النوم” على راديو BBC 4 وBBC World Services، ومن مؤلفاته:
The Man Who Tasted Words: A Neurologist Explores the Strange and Startling World of Our Senses
Seven Deadly Sins: The Biology of Being Human
معلومات عن المترجم:
داليا هشام سباعي: طبيبة نفسية ومترجمة، تخرجت في كلية الطب بجامعة القاهرة، وتكتب مقالات في منصة «Sasa Post»، ومهتمة بترجمة كتب الصحة النفسية وتطوير الذات، ومنها كتاب: «فن احتواء الذات: دليلك العملي لفهم نفسك والاستماع إلى أصواتك الداخلية».





