عمود البُنيان
عمود البُنيان
يُعدُّ هذا الموضوع من أهم موضوعات الإيمان، بل ورأسها جميعًا، ألا وهو موضوع الصلاة بالطبع، ولكن المؤلف هنا يتناول جانبًا محدَّدًا منها، وهو جانب السكون والخشوع والحركة والتلفُّت في أثناء الصلاة مأخوذًا بعدة مواقف ومقارنات ومشاهدات لبعض المصلين.
من تلك المشاهدات من يقوم بتعديل ثيابه في أثناء الصلاة، ومن يكرِّر النظر في ساعته مرارًا وتكرارًا، ومن ينشغل بنقوش السجاد وزخرفة الحائط ونحو ذلك مما نعانيه، بل وقد نقع فيه، وهناك أيضًا الانشغال المعنوي بالشرود والتفكير في أمور لا علاقة لها بعظم الموقف كمن يفكر في حلول لمشكلاته، ومن يحسب الوقت المتبقي على الانتهاء منها لارتباطه بموعد آخر ونحوها كثير، والمطلع على الأخبار والسير من بداية زمن الرسول (صلى الله عليه وسلم) وما بعده يتعجَّب، بل ويتحسَّر على أحوالنا وتصرُّفنا مع قضية كهذه، فأين نحن من خشوعهم وسكونهم واستشعارهم عظم الوقوف بين يدي الله سبحانه!
لقد ضم صحيح البخاري ما يقرب من ثمانمائة حديث حول الصلاة وما يتعلَّق بها من أحكام فرعية خاصة بأدائها على الوجه المطلوب، ومن تلك الأحكام أو الموضوعات التي تناولتها الأحاديث الشريفة ما يتعلَّق بعمارة المساجد وتصميمها ابتداءً والنهي عن زخرفتها مما يؤثِّر في السكينة والخشوع، وأيضًا إن اجتمع حضور وقت الصلاة بوقت الطعام وانشغل قلب المرء به فيجلس ويكمل طعامه أولًا، وأيضًا طريقة وكيفية المشي إلى المسجد، وأيضًا ما يتعلق بالنهي والتغليظ الشديد في المرور أمام المصلي بغير ساتر أو حاجز، ونحو ذلك كثير من حرص الشريعة على إتمام فريضة عظيمة مثل هذه على الوجه الأكمل.
ويربط المؤلف الخشوع في النهاية بمدى حضور مرتبة الإحسان في نفس العبد والتي هي مرتبة فوق الإسلام والإيمان، فكلما استحضرها الإنسان وروّض نفسه على مراقبة ربه أنارت بداخله أضواء الخشوع.
الفكرة من كتاب مسلكيات
العلم والإيمان صنوان في الحياة، وفي هذا الكتاب يتطرَّق الكاتب إلى بابي العلم والإيمان مأخوذًا بكثرة اقترانهما معًا في كتاب الله (سبحانه)، من خلال مجموعة من المقالات المتنوعة كالتي تتعلق بفنون القراءة والتصنيف، والتصور الخاطئ عن تحقيق الإنجاز والتمكين، وما يتعلق بشعائر وعبادات إيمانية ونحوها من الأفكار التي تتعلَّق بهذين البابين، معضدًا ذلك بالعديد من الأمثلة والنماذج لأهل العزائم والهمم.
مؤلف كتاب مسلكيات
إبراهيم عمر السكران: كاتب، وُلد في الرابع من أبريل عام 1976، درس في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن عامًا واحدًا، ثم تركها متوجهًا إلى كلية الشريعة في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض، ونال درجة الماجستير في السياسة الشرعية من المعهد العالي للقضاء التابع لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض، ثم توجه إلى بريطانيا ونال درجة الماجستير في القانون التجاري الدولي في جامعة إسكس بمدينة كولشستر.
ومن أهم مؤلفاته: مآلات الخطاب المدني، ورقائق القرآن، وسلطة الثقافة الغالبة، والماجريات.