من بداية السابع حتى نهاية الثاني عشر

من بداية السابع حتى نهاية الثاني عشر
تبدأ مشاعر الخوف والخجل في الظهور، ويتمسك الطفل بالأم ويبدأ في الصراخ بمجرد أن يُترك مع غريب، وتلك الشهور هي الأهم في بناء ثقته بالعالم، ويُعزز شعور الثقة لديه بسلوك الأم معه وبالاستجابة الفورية لاحتياجاته والتصرف معه بصبر وحنان، وإذا لم يتوافر له ذلك ينعزل عن العالم ولا تكون لديه رغبة في استكشافه، ويصبح الطفل قادرًا على تنسيق حركاته، ويمكنه تذكر الأحداث بسهولة، كما يفهم الروتين اليومي ويتبع التعليمات البسيطة الواضحة، ويعرف اسمه ويلتفت إلى من يناديه.
وتنمو مهاراته وقدراته ويمكنه حفظ توازنه لفترة محدودة لكنه يحتاج إلى أحد يستند إليه، ويهتم كثيرًا بالاستكشاف بالأصابع والفم، ولذلك يجب تهيئة البيئة حوله بحيث تصلح لاستكشافاته، ولتعليمه يستحسن أن تُمارس الأشياء أمامه ببطء ووضوح. ويزحف الطفل ويلتفت في هذه الفترات بحثًا عن الألعاب لإحضارها، ويحتاج إلى التدريب المناسب حتى يستطيع التحكم في الأصابع وتعديل الحركات، ويقتصر غذاؤه في هذه الفترة على لبن الأم دون أية مواد أو أطعمة أخرى مهما كانت بسيطة.
ويلاحظ في هذه الشهور كثرة بكائه وعضه الأشياء، وهذه أيام صعبة عليه لأن أسنانه اللبنية تبدأ في الظهور وتؤلم لِثَتَه، ويحتاج إلى عض أشياء صلبة لتخفف عنه، فيجب على الأم أن تتحلي بالصبر معه في هذه الفترة وألا تضايقه، وأن تلبي له احتياجاته قدر المستطاع. ويحب الأطفال الألعاب كثيرًا في هذه الفترات، مثل: المكعبات، والكتب المصورة، ودمى الحيوانات، وأوعية التفريغ والتعبئة، والألعاب التي تُحدث صوتًا، أو الكرات الخفيفة.
الفكرة من كتاب اسمي طفل: تعرف على احتياجاتي، مشاعري، أساليب التعامل معي
أعظم لحظات الإنسان هي استقباله لمولود جديد، وتأتي هذه الفرحة بمسؤولية كبيرة إلى الوالدين، وتصاحب هذه المسؤولية مشكلات عدة، أكبرها وأكثرها شيوعًا تفسير سلوك الطفل الذي ينتج عنه ردات أفعال غير تربوية، مما يؤثر في نفسية الطفل والمراهق، وقد لا يشعر الأهل بهذا التأثير.
تتطلب التربية السليمة فهمًا سليمًا لنفسية الطفل وتفسيرًا دقيقًا لسلوكياته، والسنوات الست الأولى تلعب الدور الأكبر في بناء شخصية الطفل وتحديد مستقبله، ويجب أن تكون تربيته في هذه الفترة هادفة غير عشوائية، فالعفْوية تؤدي إلى فشل في العملية التربوية.
ولأهمية هذه السنوات ومن أجل عملية تربوية هادفة، يقدم لنا هذا الكتاب منهجًا تربويًّا للتعامل مع الأبناء، ويوضح ما يحدث للطفل في مراحل نموه الأولى.
مؤلف كتاب اسمي طفل: تعرف على احتياجاتي، مشاعري، أساليب التعامل معي
أحمد محمد عبد الله الشيبة النعيمي: حاصل على ماجستير علم النفس التربوي التطبيقي، باحث ومدرب تربوي وعضو الجمعية الأمريكية لعلم النفس، يعمل في تصميم برامج إعداد وتأهيل المرشدين التربويين وفي الاستشارات التربوية، كما يعمل مقدمًا ومعدًّا لعديد من البرامج التربوية.





