من الشهر الأول إلى السادس

من الشهر الأول إلى السادس
لغة الطفل في الشهور الأولى هي البكاء والضحك والابتسامة، وفهم لغته يسهل التواصل معه، ويحتاج الطفل إلى التقرب من الأشخاص واللعب معهم، فهذا سبيله للتمتع والتواصل، وفي هذه الفترة يبدأ التفريق بين الأشخاص المألوفين وغيرهم، ويكتشف تأثير تصرفاته في الناس، ويطور شعور الثقة لديه من خلال الاستجابة له، ويكشف عن حاجته إلى الحب بالصراخ والتودد والابتسامة.
ويحتاج الطفل إلى الحب والأمان النفسي والاجتماعي والرعاية المستمرة، وإلى المتعة والتحفيز باللعب وقضاء الأوقات السعيدة معه، ويفضل المتعة والإثارة -وإن كانت سلبية- على الملل وعدم حدوث شيء، والبكاء الكثير لغته للتعبير عن احتياجاته، فلا بد من الاستجابة له فور البكاء، إذ يحتاج إلى الضم المستمر ووضعه بالقرب من صدر الأم والتعامل معه بهدوء وحنان، ولا بد في هذه الشهور أن ينام في غرفة الوالدين، ويخاف الطفل في هذه الفترة من الصوت العالي والأماكن المرتفعة.
تبدأ المشاعر والانفعالات في الزيادة عنده فيظهر الفرح والغضب ويخاف الغرباء، وينتابه القلق من ترك الأم له، ويمكنه إدراك مشاعر الآخرين، ولا يفكر بعقله بل بالحواس التي يستكشف بها العالم، لذلك من الطبيعي أن ترى حركاته وسلوكياته عشوائية، وينبغي عدم إهمال إرضاعه من الأم، وتجنب أية مواد خارجية أو لبن صناعي، والرضاعة ليست اللبن فقط، بل الحنان والحب، ويحب الطفل الألعاب المعلقة فوق السرير التي بها أشكال مختلفة وتدور وتصدر أصواتًا، ويحتاج إلى ملاعبة الأم له باستمرار.
الفكرة من كتاب اسمي طفل: تعرف على احتياجاتي، مشاعري، أساليب التعامل معي
أعظم لحظات الإنسان هي استقباله لمولود جديد، وتأتي هذه الفرحة بمسؤولية كبيرة إلى الوالدين، وتصاحب هذه المسؤولية مشكلات عدة، أكبرها وأكثرها شيوعًا تفسير سلوك الطفل الذي ينتج عنه ردات أفعال غير تربوية، مما يؤثر في نفسية الطفل والمراهق، وقد لا يشعر الأهل بهذا التأثير.
تتطلب التربية السليمة فهمًا سليمًا لنفسية الطفل وتفسيرًا دقيقًا لسلوكياته، والسنوات الست الأولى تلعب الدور الأكبر في بناء شخصية الطفل وتحديد مستقبله، ويجب أن تكون تربيته في هذه الفترة هادفة غير عشوائية، فالعفْوية تؤدي إلى فشل في العملية التربوية.
ولأهمية هذه السنوات ومن أجل عملية تربوية هادفة، يقدم لنا هذا الكتاب منهجًا تربويًّا للتعامل مع الأبناء، ويوضح ما يحدث للطفل في مراحل نموه الأولى.
مؤلف كتاب اسمي طفل: تعرف على احتياجاتي، مشاعري، أساليب التعامل معي
أحمد محمد عبد الله الشيبة النعيمي: حاصل على ماجستير علم النفس التربوي التطبيقي، باحث ومدرب تربوي وعضو الجمعية الأمريكية لعلم النفس، يعمل في تصميم برامج إعداد وتأهيل المرشدين التربويين وفي الاستشارات التربوية، كما يعمل مقدمًا ومعدًّا لعديد من البرامج التربوية.





