شبح الديمقراطية

شبح الديمقراطية
تفاجأ العالم من موجة صادمة أطلقها الربيع العربي، بدأت في تونس عام 2010م، وتضخمت في مصر من خلال ثورة ٢٥ يناير عام 2011م، وألهمت عددًا من الحركات الاحتجاجية التي ملَأَت الساحات العامة حول العالم، فحدثت احتجاجات ضد الانتخابات المعيبة وغياب الديمقراطية في روسيا عام 2011م، وأصبح بُوتِين الهدف الرئيس للمحتجين عند عودته للرئاسة عام 2012م، وحينها ساورت روسيا الشكوك في أن الولايات المتحدة وحلفاءها الغربيين كانوا يحرضون على الإطاحة بالأنظمة على النطاق العالمي باسم الديمقراطية، لذا ابتعد بُوتِين عن المسار الذي اتبعه مِيدْفِيدِيف، خصوصًا بعدما أصيب بخيبة أمل من انتهاك حلف الناتو للقانون الدولي، بسبب تجاوز تفويض مجلس الأمن الدولي إلى التدخل المكشوف في الحرب الأهلية، في محاولة لفرض أجندته على الانتفاضة الليبية.
وقد تحملت كل من روسيا وأوكرانيا العبء الأكبر من غضب بُوتين المتزايد، فبعد تراجع أوباما عن تنفيذ تحذيره لنظام بشار الأسد عام 2012م حول استخدامه للأسلحة الكيماوية في الحرب الأهلية السورية، وعَدِّ واشنطن ذلك تجاوزًا للخط الأحمر، وجد بُوتِين أنه ليس لديه ما يدعو للقلق بشأن رد فعل واشنطن، فمارس الضغط على رئيس أوكرانيا فِيكْتُور يَانُوكُوفِيتْش Viktor Yanukovych جامعًا بين القروض والغاز الطبيعي بسعر مخفض والتهديدات الاقتصادية، لمنعه من عقد اتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوربي وأوكرانيا، المقرر توقيعها عام 2013م، وبالفعل ألغى يَانُوكُوفِيتْش الخطة، وأبدى انفتاحًا للانضمام إلى الاتحاد الجمركي الذي تهيمن عليه روسيا، مما أدى إلى انفجار ثورة الميدان
وتهريب روسيا لـ«يَانُوكُوفِيتْش» بعدما خلعه البرلمان الأوكراني في فبراير عام 2014م، ولم يتحمل بُوتِين هذه الإهانة فاستولى على مناطق استراتيجية في شبه جزيرة القرم، ووصف ما حدث في كييف بالاستيلاء غير الدستوري على الدولة، وفي أبريل، أعلن الانفصاليون المؤيدون لروسيا جمهورية شعبية في كل من إقليمي دونيتسك ولوهانسك، وهما الجزءان الرئيسان من دونباس، وجرى دعمهم سياسيًّا وعسكريًّا من قبل موسكو في الاشتباكات المسلحة، وبالرغم من ذلك، امتدح بوتين وقف إطلاق النار الذي أعلنه الرئيس الأوكراني الجديد بِترُو بُورُوشِنْكُو Petro Poroshenko.
الفكرة من كتاب الحرب الباردة الجديدة: الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا والصين من كوسوفو إلى أوكرانيا
شهد العالم حربًا باردة بين موسكو وواشنطن طوال فترة امتدت من أعقاب الحرب العالمية الثانية حتى انهيار الاتحاد السوفيتي، وبدا ظاهريًّا أن الحرب الباردة انتهت، لكن ما يشهده العالم من أحداث، يدل على أنه أعيد إطلاقها بصيغة جديدة، وهذا الكتاب يسرد تسلسل الأحداث بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، ليوضح كيف وصل العالم إلى ما هو عليه الآن.
مؤلف كتاب الحرب الباردة الجديدة: الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا والصين من كوسوفو إلى أوكرانيا
جلبير الأشقر: باحث لبناني، وأستاذ دراسات التنمية والعلاقات الدولية في معهد الدراسات الشرقية والإفريقية في جامعة لندن، وُلِد في نوفمبر عام 1951م بالسنغال، وحصل على شهادة الدكتوراه عام 1991م من جامعة باريس، ونُشِرَت له عِدَّة مؤلفات، منها:
صدام الهمجيات: الإرهاب، الإرهاب المقابل والفوضى العالمية قبل ١١ أيلول وبعده.
الشرق الملتهب: الشرق الأوسط في المنظور الماركسي.
انتكاسة الانتفاضة العربية: أعراضٌ مَرَضية.
معلومات عن المترجمَيْن:
عُمر الشافعي: مترجم مصري، وباحث في العلوم السياسية والقانون الدولي، ترجم عدة مؤلفات، منها:
الشعب يريد: بحث جذري في الانتفاضة العربية.
قاموس الحركات الاجتماعية.
عُمر فتحي: مترجم مصري، مهتم بالفلسفة والعلوم الإنسانية، ترجم عدة مؤلفات، منها:
محاط بالحمقى: الأنماط الأربعة للسلوك البشري.
دستور الحرية.



