روسيا ما بعد السوفيتية

روسيا ما بعد السوفيتية
مرت روسيا بعِدَّة أطوار بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، بدأت في عام 1999م، حين تولى فلَادِيمِير بُوتِين Vladimir Putin منصب رئاسة الوزراء، الذي استأنف الصراع مع الشيشان بعدما نجح القوميون بعد سنوات من القتال للحصول على قدر كبير من الحكم الذاتي، إذ اتهم الشيشان بالهجمات الإرهابية التي شهدتها روسيا بالرغم من عدم وجود دليل، وتعهد بالرد، فقَصَفَ الجيش الروسي مُدُنًا وقرى شيشانية قبل أن يشن هجومًا برّيًّا، بالإضافة إلى القيام بأعمال عنف ومجازر عشوائية، أدت إلى فرار عشرات الآلاف من منازلهم، وقد أدى غزو الشيشان إلى ارتفاع نسبة الروس الذين يعتقدون أن بُوتِين هو الشخص المناسب لخلافة يَلتسِن، وتحقق ذلك بالفعل في ديسمبر عام 1999م.
وقد ترافق الغزو الروسي للشيشان مع خنق الحريات الديمقراطية داخل روسيا، فكانت محاولةً منهجية لتكميم أفواه الإعلام وكسب دعم الجمهور للحرب، وأرادت واشنطن إلغاء معاهدة الصواريخ المضادة للصواريخ الباليستية مع روسيا ردًّا على غزو الشيشان، لكن هذا الموقف رفضته معظم دول العالم.
وقد شعر بُوتِين بخيبة أمل، بعدما كان يأمل في تعزيز علاقات موسكو الأوربية على حساب هيمنة واشنطن، بعدما غزت العراق عام 2003م، متجاهلة القانون الدولي، تبين أن الانقسام بين فرنسا وألمانيا من جهة والولايات المتحدة من الجهة الأخرى لم يكن حاسمًا كما كان يأمل، كما شعر بالإحباط بسبب عدم استعداد الناتو للالتزام بوقف توسّع وجوده العسكري شرقًا، وللتصديق على المعاهدة المعدلة بشأن القوات المسلحة التقليدية في أوربا، لذا امتنع بوتين عن حضور اجتماع المجلس المشترك للناتو وروسيا المنعقد في إطار فاعليات القمة عام 2004م.
كما تفاقم إحباط موسكو بسبب استمرار تأكيد الناتو على سياسة الباب المفتوح أمام جميع دول أوربا الشرقية باستثناء روسيا، إذ شجع بيان قمة اسطنبول كلًّا من ألبانيا، وكرواتيا، وجمهورية مقدونيا على مواصلة الإصلاحات اللازمة للتقدم نحو عضوية الناتو، وبعد خمسة أشهر قامت «الثورة البرتقالية» داخل أوكرانيا، وحققت ما حققته «ثورة الزهور» في جورجيا، وهو استقلال الجمهورية التام عن روسيا، ومن وجهة نظر موسكو، هذه الحركات صممتها الولايات المتحدة بهدف تطويق روسيا.
الفكرة من كتاب الحرب الباردة الجديدة: الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا والصين من كوسوفو إلى أوكرانيا
شهد العالم حربًا باردة بين موسكو وواشنطن طوال فترة امتدت من أعقاب الحرب العالمية الثانية حتى انهيار الاتحاد السوفيتي، وبدا ظاهريًّا أن الحرب الباردة انتهت، لكن ما يشهده العالم من أحداث، يدل على أنه أعيد إطلاقها بصيغة جديدة، وهذا الكتاب يسرد تسلسل الأحداث بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، ليوضح كيف وصل العالم إلى ما هو عليه الآن.
مؤلف كتاب الحرب الباردة الجديدة: الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا والصين من كوسوفو إلى أوكرانيا
جلبير الأشقر: باحث لبناني، وأستاذ دراسات التنمية والعلاقات الدولية في معهد الدراسات الشرقية والإفريقية في جامعة لندن، وُلِد في نوفمبر عام 1951م بالسنغال، وحصل على شهادة الدكتوراه عام 1991م من جامعة باريس، ونُشِرَت له عِدَّة مؤلفات، منها:
صدام الهمجيات: الإرهاب، الإرهاب المقابل والفوضى العالمية قبل ١١ أيلول وبعده.
الشرق الملتهب: الشرق الأوسط في المنظور الماركسي.
انتكاسة الانتفاضة العربية: أعراضٌ مَرَضية.
معلومات عن المترجمَيْن:
عُمر الشافعي: مترجم مصري، وباحث في العلوم السياسية والقانون الدولي، ترجم عدة مؤلفات، منها:
الشعب يريد: بحث جذري في الانتفاضة العربية.
قاموس الحركات الاجتماعية.
عُمر فتحي: مترجم مصري، مهتم بالفلسفة والعلوم الإنسانية، ترجم عدة مؤلفات، منها:
محاط بالحمقى: الأنماط الأربعة للسلوك البشري.
دستور الحرية.





