إلام تُشير الحرب الباردة؟

إلام تُشير الحرب الباردة؟
ينتمي مصطلح الحرب الباردة إلى عصر الصناعة والحرب الشاملة، إذ تطورت التكنولوجيا العسكرية بالتوازي مع تقدم تكنولوجي عام آخذ في التسارع، مما أدى إلى قيام الدول بزيادة الإنفاق العسكري، وتشير الحرب الباردة إلى الاستعداد النشط لحرب فعلية بجهد ثابت يهدف إلى تأمين التفوق في القدرات العسكرية، أو الحفاظ على توازن القوة العسكرية، أي لا وجود لإطلاق النار، بل تنتظر الدول المتنافسة اللحظة التي يكون فيها الخصم في وضع متدهور لتبدأ بالهجوم، وساد هذا المصطلح بعد عام 1945م، والسبب يكمن في ظهور القنبلة الذرية، إذ أصبح بعيدًا للغاية أن تنشب حرب فعلية بين الدول التي تملكها، بسبب إدراكهم لحجم الدمار المتبادل الذي سيترتب على هذه الحرب.
وقد شهدت حقبة الحرب الباردة علاقة جديدة بين النشاط العسكري والاقتصاد السياسي للولايات المتحدة، إذ ارتفع الإنفاق العسكري بشكل هائل مشكلًا ما سماه إِدْواَرد سَارْد Edward Sard الاقتصاد الحربي الدائم، وبُرر هذا الإنفاق الهائل بمكافحة الشيوعية العالمية السائدة آنذاك، وعلى الجانب الآخر اضطر الاتحاد السوفيتي إلى التنافس في الجاهزية للحرب مع الولايات المتحدة، إذ اتسم المجمع العسكري _ الصناعي بأهمية كبرى، كما ظهر وافد متأخر على السباق في ما بعد، فقد شعرت الصين بأن تفوق الولايات المتحدة يقف عائقًا في طريق صعودها إلى المرتبة الأولى بين القوى العالمية، لذا نما لديها حافز لبناء مجمع عسكري _ صناعي خاص بها.
انتهت الحرب الباردة بمجرد انهيار الاتحاد السوفيتي، وسعت الولايات المتحدة إلى تقليص الإنفاق العسكري بسبب ما نتج من عجز هائل في الميزانية، أدى إلى تضخيم دين عام بلغ مستويات مرتفعة للغاية، فاتجهت إلى ترشيد طلبيات المعدات، وإعادة هيكلة الصناعة العسكرية، والتحرير التنافسي لسوق الدفاع، واللجوء إلى التكنولوجيات المستوردة من القطاع الخاص، بهدف الإبقاء على القيادة العالمية الأمريكية وتحقيق الثورة في الشؤون العسكرية بسرعة معقولة، وبالفعل انخفض الإنفاق العسكري الأمريكي بنسبة 27.6% بين عامي 1985م و1996م.
الفكرة من كتاب الحرب الباردة الجديدة: الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا والصين من كوسوفو إلى أوكرانيا
شهد العالم حربًا باردة بين موسكو وواشنطن طوال فترة امتدت من أعقاب الحرب العالمية الثانية حتى انهيار الاتحاد السوفيتي، وبدا ظاهريًّا أن الحرب الباردة انتهت، لكن ما يشهده العالم من أحداث، يدل على أنه أعيد إطلاقها بصيغة جديدة، وهذا الكتاب يسرد تسلسل الأحداث بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، ليوضح كيف وصل العالم إلى ما هو عليه الآن.
مؤلف كتاب الحرب الباردة الجديدة: الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا والصين من كوسوفو إلى أوكرانيا
جلبير الأشقر: باحث لبناني، وأستاذ دراسات التنمية والعلاقات الدولية في معهد الدراسات الشرقية والإفريقية في جامعة لندن، وُلِد في نوفمبر عام 1951م بالسنغال، وحصل على شهادة الدكتوراه عام 1991م من جامعة باريس، ونُشِرَت له عِدَّة مؤلفات، منها:
صدام الهمجيات: الإرهاب، الإرهاب المقابل والفوضى العالمية قبل ١١ أيلول وبعده.
الشرق الملتهب: الشرق الأوسط في المنظور الماركسي.
انتكاسة الانتفاضة العربية: أعراضٌ مَرَضية.
معلومات عن المترجمَيْن:
عُمر الشافعي: مترجم مصري، وباحث في العلوم السياسية والقانون الدولي، ترجم عدة مؤلفات، منها:
الشعب يريد: بحث جذري في الانتفاضة العربية.
قاموس الحركات الاجتماعية.
عُمر فتحي: مترجم مصري، مهتم بالفلسفة والعلوم الإنسانية، ترجم عدة مؤلفات، منها:
محاط بالحمقى: الأنماط الأربعة للسلوك البشري.
دستور الحرية.





