أخطاء تحدث عند التعامل مع الآخرين

أخطاء تحدث عند التعامل مع الآخرين
في قواعد كسب الوسط الاجتماعي لا تعني المعرفة والثقافة كثيرًا إذا لم يتمتع المتحدث بمهارات تؤهله لنقل معلوماته إلى جميع المستويات، كما أن الذكي الكثير الاطلاع إذا دأب في تذكير الآخرين بمدى ذكائه ومعرفته دون إعطاء انطباع أنه متعجرف وناقد، يصبح أكثر قدرةً على كسب الوسط الاجتماعي، ومن ثم على المرء أن يدير نقاشًا ممتعًا عن الاهتمامات والأحداث اليومية دون أسئلة ثقيلة، حتى لا يبدو معقدًا أو عميقًا أو منعزلًا، ففي كل مرة يجذب فيها شخصًا بغموضه يربك الغالبية العظمى ويصرفهم عنه.

وأحيانًا عند معرفة أشخاص جدد يخشى المرء الانفتاح والكشف عن أفكاره علانية بصدق، ويبالغ في حماية نفسه، فيتعامل بحذر وبشكل رسمي، ومن ثم يتجنبه الآخرون بالمثل ولا ينجذبون إليه، بل تزداد شكوكهم حوله، ويبحثون عن أي دوافع خفية لسلوكه الغامض، في حين أنه إذا تحلى بأفكار إيجابية ناحية الآخرين وتعامل معهم ببساطة ولطف، فسيبادلونه المشاعر ذاتها، وسيشعرون براحة أكبر للكشف عن أفكارهم ومشاعرهم، وذلك ما يعرف بـ”تأثير بجماليون | Pygmalion”
ويعني “تأثير بجماليون” أن توقعات المرء وقناعاته نحو الآخرين تؤثر في تصرفاته وتصرفاتهم، فعلى سبيل المثال، إذا توقع الأب من ابنه التفوق وتعامل معه بصفته من المتفوقين، فمن المحتمل أن يشجع في ولده هذا الجانب، ومن ثم يضاعف الابن مجهوده، ويحصل على درجات جيدة بالفعل كي يصبح في مستوى توقعات والده، وبالمثل إذا تعامل الأب مع ابنه بصفته فاشلًا، فسيفتح له المجال لإبداء أسوأ ما فيه، ولبناء علاقات ناجحة، على المرء تبني تصورات إيجابية عن الآخرين كي يصبحوا كما يعتقد، وأن يبذل جهدًا كي يظهر محبته وثقته بهم.
وإذا تبنى شخص ما رأيًا سلبيًّا عن الآخر، ثم غير وجهة نظره ورآه بصورة إيجابية، فعلى الأرجح سيحدث تغيير إيجابي مماثل بالتبعية، ولتعزيز التواصل بينهما، على الطرف الأول أن يقول للآخر إنه عندما التقاه للمرة الأولى ظن أنه (يدخل صفة سلبية)، ولكن بعدما عرفه رأى أنه (يدخل صفة إيجابية)، مما يجعله يعتقد أنه نال إعجاب المتحدث، وسوف يصبح أكثر لطفًا معه في المقابل.
الفكرة من كتاب فن الذكاء الاجتماعي: كن شخصية مؤثرة، ولديها ثقة بالنفس وحضور اجتماعي مميز
تختلف برمجيات الأدمغة البشرية بعضها عن بعض إلى حد ما، إلا أن الدوافع البشرية الأساسية موحدة بشكل كبير، ومنها حاجة جميع البشر إلى تفاعلات اجتماعية من أجل صحتهم العقلية والجسدية، ومن ثم طوروا عبر آلاف السنين ما يساعدهم على الاختلاط بالآخرين لأغراض الصيد والتناسل والبقاء على قيد الحياة.
ويهدف هذا الكتاب إلى اكتشاف ما يمنح المرء إحساسًا بالانسجام مع الآخرين، ويساعده على تحسين ذاته ورفع مستوى اليقظة والانتباه، كما يهدف إلى معرفة ما يبحث عنه الأشخاص عندما يقيمون بعضهم بعضًا، ويقدم خريطة طريق لتحقيق النجاح الاجتماعي بالاطلاع على دراسات في علم النفس الاجتماعي.
مؤلف كتاب فن الذكاء الاجتماعي: كن شخصية مؤثرة، ولديها ثقة بالنفس وحضور اجتماعي مميز
باتريك كينج: كاتب ومدرب متخصص في التفاعلات الاجتماعية ومهارات التواصل في سان فرانسيسكو وكاليفورنيا، ذاع صيته في منصات ومجلات عديدة مثل: TEDx وNBC News وBusiness Insider، ومن أشهر مؤلفاته:
10 دقائق مع الفلسفة: مختصر أهم ما قدمه فلاسفة العالم.
اقرأ الناس كأنهم كتاب.
تحدث أمام الجميع بجاذبية: تعلم فن الارتجال والحوار الممتع.10 دقائق مع الفلسفة: مختصر أهم ما قدمه فلاسفة العالم.
اقرأ الناس كأنهم كتاب.
تحدث أمام الجميع بجاذبية: تعلم فن الارتجال والحوار الممتع.
معلومات عن المترجمة:
مروة هاشم: مترجمة ومحررة صحفية، درست الأدب الإنجليزي بكلية الآداب جامعة القاهرة، والترجمة التحريرية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، وهي عضوة في لجنة الترجمة بالمجلس الأعلى للثقافة في مصر منذ نوفمبر 2017، نشرت عديدًا من المقالات والحوارات الصحفية في عديد من المواقع الإخبارية والمجلات المصرية، كما صدر لها أكثر من خمسة عشر كتابًا مترجمًا من أبرزها: “عبودية الكراكيب”، و”ترجمان الأوجاع”، و”فن الحياة”.