قدرات وتفكير ولعب

قدرات وتفكير ولعب
لن يحب الطفل الدراسة إلا إذا تفوق فيها، لذا علينا أن نساعده على تطوير قدراته ومهاراته بأساليب علمية سليمة، فإذا وجدنا طفلًا متعثرًا في دراسته فعلينا فهم مشكلته قبل أن نتهمه بالإهمال، وتساعدنا على ذلك اختبارات قياس الذكاء بإشراف متخصصين، وربما يكونون أذكياء، لكنهم يواجهون مشكلاتٍ أخرى كمشكلات الانتباه المرتبطة بخلل في التوافق الحركي، أو قصور في البصر أو السمع، ونحل ذلك بما يحتاجون إليه من تدريبات خاصة. ولنساعدْهم على بناء عادات دراسية جيدة، منها ألا يأكلوا أو ينشغلوا بشيء في أثناء حل الواجبات، وأن يقسموا وقت الدراسة إلى جلسات يستريحون بينها كاستراحة عشر دقائق كل خمس وأربعين دقيقة. ولنساعد أطفالنا على بناء مهارات التفكير المناسبة لسنهم؛ قبل سن الثالثة يكون تفكيرهم حركيًّا، فنمنحهم فرصة ليتحركوا كثيرًا، ومن سن الثالثة إلى السادسة ينبغي أن نركز على اكتسابهم للمفردات وفهم العلاقة بين الأشكال المسطحة والمجسمة، ومن السادسة إلى الحادية عشرة مرحلة حرجة، نعلمهم فيها التفكير العلمي السليم ولا نعطيهم إجابات جاهزة.

والأطفال يحبون اللعب وهو ضروري لنموهم، ويحبون التعلم واستكشاف الأشياء، ويمكن أن يكون اللعب طريق الطفل للتعلم وحب الدراسة، وعلينا تنمية قدرات الطفل على ملاحظة العالم من حوله، وتدريبه على الملاحظة الهادفة الدقيقة المستقلة التي لا تُشتت بسهولة، ودعمه لاستكشاف ما يثير اهتمامه، واصطحابه للبيئات الطبيعية الثرية، ودفعه ليتعلم فيها أمورًا كمعلومات عن النباتات والحشرات والطقس، كما ينبغي تعليم الأطفال من خلال التواصل مع الآخرين بلقاء الأقارب والأصدقاء، وربما منحهم فرصة للمبيت عند صديق. وينبغي أن نمنح الأطفال فرصة للعب والحركة واستخدام أيديهم من المراحل الأولى بدلًا من المكوث أمام الشاشات، ومن صور استثمار اللعب: طفل نصطحبه إلى حديقة الحيوان ونكتشف حبه لحيوان معين، فنشتري له مجسمات وكتبًا عنه، ونخبره بالمكان الذي يعيش فيه من خلال الخريطة، وعلاقة التضاريس بالكائنات الحية، وطفل نصطحبه إلى المتاحف والآثار التاريخية فيصير لديه فضولٌ بشأن التاريخ، فنشتري له كتبًا، فيطور لغته كي يقرأ أكثر، وطفل يحب السيارات الصغيرة، فربما يقوده ذلك إلى الفيزياء والرياضيات.
الفكرة من كتاب كيف تجعل أبناءك يحبون الدراسة؟
كثيرًا ما يشتكي الآباء كره أبنائهم للدراسة أو بُطأهم في الاستيعاب وحل الواجبات، لكن الأمر لا يكون وليد اللحظة، بل إن مشكلات الطفل مع الدراسة قد تبدأ منذ مولده أو حتى قبله في أثناء حمل الأم. لوم الطفل الآن لن يجدي، بل ينبغي فهم جذور المشكلة وحلها، والوقاية منها بحسن تنشئة الأبناء قبل دخولهم المدرسة، واتباع أساليب تربوية جيدة يبينها لنا الكتاب، ليس فقط ليحب أبناؤنا الدراسة ويتفوقوا ويتغلبوا على ضغط الامتحانات، بل لينجحوا أيضًا في جوانب مختلفة من حياتهم.
مؤلف كتاب كيف تجعل أبناءك يحبون الدراسة؟
يانج شيا: أستاذة مساعدة بجامعة العلوم الطبية الصينية، تخرجت في قسم علم النفس بجامعة بكين سنة 1986، وهي عضوة في جمعية الصحة النفسية الصينية، وعضوة دائمة في جمعية الطب النفسي للأطفال ببكين، ومديرة مركز تشي دي للاستشارات النفسية ببكين، ومديرة جمعية الاختصاصيين النفسيين ببكين، وعضوة مجلس إدارة جمعية الصحة النفسية ببكين، وتعمل خبيرة نفسية في عدد من البرامج التربوية في قنوات التليفزيون الصينية.
معلومات عن المترجمة:
مي حاتم عاشور: حصلت على ليسانس آداب قسم اللغة الصينية من جامعة القاهرة عام 2008، وشاركت في ترجمة كتاب “قطوف من الحكمة الصينية”.