من المراحل الأولى

من المراحل الأولى
عادةً نبدأ تعليم الأطفال بعض الكلمات والحساب وأشعار الأطفال في مرحلة مبكرة، لكن إن لم يكونوا قادرين على التركيز والانتباه فلن يستفيدوا، وقدرة الطفل على الانتباه مرتبطة بقدرته على الاتزان ووظائف المخيخ، والخلل في وظائف المخيخ يظهر عند الأطفال في عدم التمييز بين الاتجاهات أو الدوران بغير أن يصيبهم الدوار وغير ذلك، وربما يبدأ ذلك الخلل من عدم اعتدال وضع الجنين في أثناء الحمل، أو قلة حركة الأم الحامل، أو قلة حركة الطفل في المراحل الأولى من عمره، إذ ينبغي تمرينه على رفع رأسه بعد ولادته وحمله وهدهدته، ثم تدريبه على قلب جسمه عند الشهر الثالث، وعلى الجلوس عند الشهر السادس، وبعدها ينبغي أن يمر بمرحلة الحبوِ والزحف قبل المشي لما لها من أثر كبير في تناسق حركته وتركيزه ومهاراته اللغوية، وعندما يبلغ عامًا ندربه على المشي ثم الركض والقفز وصعود السلالم ونزولها، ولعب الكرة وغيرها من المهارات الحركية.

ويعاني بعض الأطفال خللًا في شعورهم بأجسادهم، فتكون حركاتهم بطيئة غير متوافقة، ويتأخر نموهم اللغوي، ويظهر ذلك مثلًا في بطء الكتابة ورداءتها لعدم التوافق بين اليدين والعينين، أو في مشكلات إملائية لعدم توافق ما يسمع مع حركة اليدين. كما أن شعور الأطفال بأجسادهم وإدراكهم لذواتهم ينمو بتدريبهم على حركاتٍ مختلفة وتركهم يلعبون ويتحركون، والصبر على بكائهم يمرن أحبالهم الصوتية، وتساعدهم الرضاعة الطبيعية على تمرين عضلات الجوف والفم، وفي حالة الرضاعة الصناعية ينبغي عدم استعمال زجاجات ذات فتحة واسعة لنسمح لهم بالمصّ والعض، ثم ندرب الطفل على الأكل وغسل يديه وربط حذائه، وكلما كانت حركة الطفل بطيئة احتاج إلى تدريبٍ أكثر، وكل ذلك سيؤثر في مهاراته الدراسية لاحقًا.
وعندما نجد أطفالًا يواجهون مشكلاتٍ مع القراءة والاستماع بسبب قصور في وظائف الجهاز العصبي لا تجدي الممارسة والضغوط نفعًا؛ نحتاج إلى استشارة المختصين في العلاج النفسي لنعرف التمرينات المناسبة لهم كتمرينات التكامل الحسي، وينبغي ألا ننسى تمرين حاسة اللمس لدى الأطفال بدءًا من استعمال منشفة خشنة وماء بدرجات حرارة مختلفة، وصولًا إلى لعبهم في الطين والرمال، خصوصًا إن وُلدوا ولادة قيصرية، لتأثير ذلك في نموهم النفسي.
الفكرة من كتاب كيف تجعل أبناءك يحبون الدراسة؟
كثيرًا ما يشتكي الآباء كره أبنائهم للدراسة أو بُطأهم في الاستيعاب وحل الواجبات، لكن الأمر لا يكون وليد اللحظة، بل إن مشكلات الطفل مع الدراسة قد تبدأ منذ مولده أو حتى قبله في أثناء حمل الأم. لوم الطفل الآن لن يجدي، بل ينبغي فهم جذور المشكلة وحلها، والوقاية منها بحسن تنشئة الأبناء قبل دخولهم المدرسة، واتباع أساليب تربوية جيدة يبينها لنا الكتاب، ليس فقط ليحب أبناؤنا الدراسة ويتفوقوا ويتغلبوا على ضغط الامتحانات، بل لينجحوا أيضًا في جوانب مختلفة من حياتهم.
مؤلف كتاب كيف تجعل أبناءك يحبون الدراسة؟
يانج شيا: أستاذة مساعدة بجامعة العلوم الطبية الصينية، تخرجت في قسم علم النفس بجامعة بكين سنة 1986، وهي عضوة في جمعية الصحة النفسية الصينية، وعضوة دائمة في جمعية الطب النفسي للأطفال ببكين، ومديرة مركز تشي دي للاستشارات النفسية ببكين، ومديرة جمعية الاختصاصيين النفسيين ببكين، وعضوة مجلس إدارة جمعية الصحة النفسية ببكين، وتعمل خبيرة نفسية في عدد من البرامج التربوية في قنوات التليفزيون الصينية.
معلومات عن المترجمة:
مي حاتم عاشور: حصلت على ليسانس آداب قسم اللغة الصينية من جامعة القاهرة عام 2008، وشاركت في ترجمة كتاب “قطوف من الحكمة الصينية”.