دائرة الخوارزميات الحتمية

يُعاد تعريف النجاح والأهداف والقيم والمعنى في العالم الرقمي، ويُحصر في الحصول على إعجابات وتغريدات وتفاعل أكبر، ومرة أخرى نضع رؤيتنا لأنفسنا وللحياة تحت رحمة الخوارزميات، التي تتعلم من كل بيانات التفاعلات في المنصات الاجتماعية، ومع مرور الوقت يتعلّم المستخدم ما الذي يمكن أن يفعله أو يقوله لينال الإعجاب والقبول، بل والطريقة والتوقيت المناسبين.

 الحل: 📚📚📚 مكتبة ضخمة جدا 

من الكتب المبسطة والمضغوطة على هاتفك مع تطبيق أخضر

تطبيق أخضر يوفر لك آلاف ملخصات الكتب العربية والعالمية بطريقة مقروءة ومسموعة في أكثر من ١٦ قسم في كافة مجالات الحياة 

حمله الآن 😎

جوجل بلاي -- أبل ستور

ولتحقيق ذلك النجاح يحوّل المؤثرون حياتهم إلى محتوًى صالح للتصوير والنشر، فيتوقفون عند كل لحظة متسائلين كيف يمكن أن يستفيدوا منها لجذب اهتمام وتفاعل من عدد أكبر من المتابعين، وكلما نجحوا في تحقيق ذلك، خسروا مساحات أكبر من الخصوصية الذاتية، لكن ازدادت فرص حصولهم على عروض لترويج منتجات علامات تجارية شهيرة، تلك العملية تنتج ما يسمى بـ”اقتصاد المؤثر | Influencer Economy”، وبالطبع فإن المتابعين يرغبون في التشبه وتقليد المشهورين الذين يتابعونهم، لأنها طريقتهم في الحصول على بعض الانتباه. 

ولذا تضع الخوارزميات جميع المستخدمين في دائرة حتمية، تجبرهم على نشر محتوًى شخصي لبناء علامة ذاتية، ثم اتباع أسلوب حياة المؤثرين والمشاهير لجذب الاهتمام والمتابعين لعلهم في يوم ما يتحولون إلى مشاهير عند دوائر أكبر. وفي ظل تلك المنافسات المحمومة على الاهتمام والتأثير والمتابعين، تتغيّر طبيعة منصات التواصل الاجتماعي وهويتها باستمرار، حسب سياساتها وأهدافها الجديدة الطامحة إلى التوسع، لتجبر الخوارزميات المستخدمين مرة أخرى على البحث عن توافق محتواهم مع المعايير الجديدة، محاولين على الأقل الحفاظ على مكانتهم في العالم الرقمي.

هل يمكن أن تكون ثقافتنا مجرد نتيجة للخوارزميات التي تحكم ما نراه وما لا نراه؟ يعتقد كثيرون أن قوة الخوارزميات تقتصر على العالم الرقمي فقط، لتنتهي تأثيراتها عند ترشيح أمر ما، أو إيصال محتوى منشور إلى أكبر عدد من المستخدمين، ولكن تلك معرفة قاصرة جدًّا عن طبيعة الخوارزميات.

تمتد قوة الخوارزميات لتخترق حدود المنصات الاجتماعية، وتعبث بثقافتنا وتشكلها حسب قوانين جديدة، سنطوف في زوايا ثقافتنا المعاصرة لنتفحص تلك الآثار، ونرى إن كنا نملك القدرة الكاملة للسيطرة على خياراتنا الثقافية أم إننا نُقاد إليها فقط، وهل نحب حقًّا ما نحب، وكيف يبدو عالمنا من وجهة نظر البيانات.

كايل تشايكا: هو كاتب موظف في مجلة “ذا نيو يوركر | The New Yorker” يغطي التكنولوجيا والثقافة على الإنترنت، ظهرت أعماله أيضًا في مجلة “ذا نيو ريبابليك | The New Republic”، ومجلة “نيويورك تايمز | New York Times”، و”هاربرز | Harpers”، له كتاب آخر بعنوان:

The Longing for Less: Living with Minimalism
ملحوظة: لا توجد ترجمة عربية لهذا الكتاب.