ما قبل التعافي

هل تظن حقًّا أن الألم نعمة؟ وهل تساءلت يومًا ما أهميته؟
لو اقتربت أكثر من مفهوم شعور الألم، ستجد أنه أسلوب دفاعي رباني، خلقه الله (سبحانه وتعالى) ووهبه لك حمايةً لك، فلولاه لما ابتعدت عما يؤذيك وعما هو خطير، وذلك لأنه مرتبط بغريزة البقاء عند الإنسان، وقد تجد هذا الكلام منطبقًا على الألم الجسدي فقط، ولكنه في حقيقة الأمر ينطبق أيضًا على الألم النفسي، فيصبح المنبه والحافز الذي يدعوك إلى الابتعاد عن أحدهم بعد تعرضك لأذاه، وقد يدفعك الألم إلى الوحدة والانفصال كي تحمي نفسك وتمنحها فرصة التعافي، وكي تتعامل بحكمة وحذر أكبر عندما تتعرض للموقف نفسه.

 الحل: 📚📚📚 مكتبة ضخمة جدا 

من الكتب المبسطة والمضغوطة على هاتفك مع تطبيق أخضر

تطبيق أخضر يوفر لك آلاف ملخصات الكتب العربية والعالمية بطريقة مقروءة ومسموعة في أكثر من ١٦ قسم في كافة مجالات الحياة 

حمله الآن 😎

جوجل بلاي -- أبل ستور

وقد ذهب العديد من المفكرين إلى أن الألم مُكون محوري لشخصية الإنسان، لأن تحقيق الذات كما وضح الفيلسوف نيكولاي هارتمان لا يتم دون عناء ومشقة ومقاساة، وقد قالوا قديمًا: “من ضعفنا تنبت قوتنا”، ومن المهم الاستشعار في غمرة الألم أن الله خير، ورب الخير لا يا يأتي إلا بالخير، فقد قال الله سبحانه وتعالى: ﴿فَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا﴾.

والآن لنستعد أكثر لبدء رحلة التعافي، ولنبدأ بمعرفة ما هو التعافي؟
هو عملية إعادة بناء حياة جديدة مفعمة بالأمل والحكمة، وإعادة تأهيل روح تألمت وأفكار اختلط حابلها بنابلها، وأوجاع تركتك مستسلمًا وتظن أن لا فائدة، لذلك نحن جميعًا نحتاج إلى التعافي حتى ننتقل بين محطات الحياة بحكمة ووعي أكبر، ونصل إلى مرحلة نرى فيها آلامنا السابقة ونبتسم لأننا لم نعد نتألم وفهمنا الحكمة من ورائها. 

وفي أثناء هذه الرحلة قد تجد معنى جديدًا للتعافي، معنى مختلفًا عن صورة  إنهاء الأمور ووأدها، بل معنى فيه إعادة التفكير في الأمور ذاتها ومحاولة إصلاحها، فكأنك تنظف الجروح وتطرق أبوابًا جديدة، لعلك تذهب إلى مكان لم تكن تعلم بوجوده من الأساس.

هل لك أن تتخيل أن تقول شكرًا لك أيها الألم؟ ذاك الألم الذي قذف بك وبقوة في قاع الحزن، وربما ظننت أنه لم يمنحك شيئًا آخر سوى الوجع.

مع كتاب اليوم سنسير في رحلة التعافي، إنها ليست رحلة سهلة ولكنها الأثمن على الإطلاق، رحلة ستجعلك تتمتع بالوعي وقوة التفكير، وتتعامل بأسلوب ورؤية جديدة تستفيد بها من المحن وترى فيها النعم القابعة، وتصبح أكثر تحملًا للألم وامتنانًا له حتى تشعر أنه يُربت على كتفيك، وذلك من خلال أربعة أنواع شائعة للآلام التي نمر بها في أثناء حياتنا والتعافي منها، وهي: ألم جلد الذات، وألم القلق والأفكار السلبية، وألم الغضب، وألم التعلّق.

نشوى صلاح: كاتبة مصرية، واستشارية الصحة النفسية والعلاقات الإنسانية والاجتماعية وتطوير الذات. حاصلة على درجة الدكتوراه في العلاج السلوكي المعرفي من جامعة بوسطن، ساعدت مئات المرضى والعملاء على تجاوز محنهم واستعادة ثقتهم بأنفسهم، واستعادة القدرة على اكتساب المرونة للتكيف مع مشكلات الحياة النفسية والشخصية والأسرية وتجاوزها في مختلف المراحل العمرية، لها العديد من الكتابات والمقالات التحفيزية على منصات التواصل الاجتماعي.

لها مؤلفات عدة، من أشهرها:
قهوة صباحية مع النفس: رحلتك لإعادة اكتشاف ذاتك.. سيذهلك ما ستعرفه عن نفسك.
أربع محاولات للحياة.
الأخرى.
على خطى إبراهيم.
كبوة مهرة.