سفره إلى مصر
سفره إلى مصر
بعد تلك الأزمات التي تعرَّض لها الكواكبي في حلب، وصعوبة مواصلة منهجه الإصلاحي في ظل التآمر عليه من السلطات بسبب صراحة رأيه، سافر إلى مصر سرًّا في عام 1898 وبها أقام حتى وفاته عام 1902 وفي أثناء هذه الفترة كتب في صحفها وبها نشر كتابه “طبائع الاستبداد”.
وقيل إنه وضع كتابًا في السياسة بعنوان “العظمة لله”، وترك ديوان شعر، ولكن السلطان اغتبط بموته وأراد القضاء على أفكاره، فأرسل مدير المعارف إلى أسرته لأخذ أوراقه وليرضيهم بمبلغ من المال، لكن الأسرة كانت قد أخفت أوراقه المهمة قبل هذه الزيارة، ودُفِن بالقاهرة وعلى قبره كُتِب هذان البيتان لحافظ إبراهيم:
هُنا رَجُلُ الدنيا مهبطُ التُّقى هنا خيرُ مظلومٍ هنا خيرُ كاتِبِ
قفوا واقرؤوا أمَّ الكتابِ وسلِّموا عليهِ فهذا القبرُ قبرُ الكواكِبي
الفكرة من كتاب عبد الرحمن الكواكبي
عبد الرحمن الكواكبي واحدٌ من رواد التجديد والإصلاح كان سيفه هو قلمه وأفكاره، وشخصية نالت من الثقافة القديمة والحديثة قلَّ أن نجد لها نظيرًا بين كتَّاب عصره، شخصية حاربت الاستبداد والمستبدين زمنًا وعرَّفتنا بخطورة الحكم الاستبدادي وأثره في الأمة والأفراد ووضعت الحلول لمحاربته وهو عبد الرحمن الكواكبي..
في هذا الكتاب، يأخذنا العقاد في جولة ودراسة وافية يتتبَّع فيها قصة كفاح الكواكبي، حيث يعرِّفنا فيها بحياته والجو الذي نشأ فيه، والثقافة التي تلقَّاها وعوامل تكوينه وأسباب نبوغه وذيوع صيته، ويعرفنا أبرز محطات حياته ومنهجه في الإصلاح الديني والمجتمعي والتعليمي والسياسي وأفكاره التي تبنَّاها ودافع عنها حتى وفاته.
مؤلف كتاب عبد الرحمن الكواكبي
عباس محمود العقاد: كاتب ومفكر ومؤرخ مصري، ولد بأسوان عام 1889، لم يحصل من الشهادات إلا على التعليم الابتدائي، ولكن ظهر نبوغه في مجالات مختلفة بسبب عكوفه على القراءة والتثقيف الذاتي، فكان يكتب في السياسة والفلسفة والأدب والنقد والشعر وتراجم الأعلام ومشاهير الفكر، وقد نال عضوية مجمع اللغة العربية، وكان عُضْوًا مُراسِلًا للمجمع ببغداد ودمشق.
له العديد من المؤلفات التي جاوزت المائة، أشهرها سيرته الذاتية “أنا” وسلسلة “العبقريات” و”ساعات بين الكتب” وغيرها، وله رواية واحدة فقط بين كل مؤلفاته وهي “سارة” التي خلَّد فيها قصة حبه، وقد وهب الأدب حياته ولم يتزوج، وتوفي عام 1964.