الوظائف التي تقلَّدها والحياة الاجتماعية
الوظائف التي تقلَّدها والحياة الاجتماعية
عمل الكواكبي في بداية أمره في صحيفة “فرات” العربية التركية، التي أنشأها المؤرخ التركي أحمد جودت باشا، ثم أنشأ في حلب أول صحيفة عربية تحت عنوان “الشهباء” مع زميله عصام العطار، وتعطَّلت الصحيفة بعد فترة بسبب صراحتها في نقد الإدارة وتلميحها إلى وساوس السلطان عبد الحميد، وبعد أن أُغلِقت أنشأ صحيفة الاعتدال وتوقفت هي الأخرى، وبعدها يئس الكواكبي من أداء رسالته في الإصلاح بالكتابة في الصحف.
وعمل في رئاسة غرفة تجارة حلب، كما عمل في مجلس النواب وتولَّى عدة وظائف حكومية، فلم يكن يوكل إليه عمل من أعمال الحكومة أو الأعمال الاجتماعية إلا وقد أثبت كفاءة وحسن الإدارة والإنجاز والسيرة الحسنة، ومن ضمن مبتكراته في مجلس البلدية أنه زاد من أجور العاملين لكي يغلق أبواب الرشوة والاختلاس، كما أعدَّ العدة لإنارة المدينة وضواحيها، وغير ذلك من الأعمال التي تخدم مصالح الناس، مما أدى إلى غيرة الأعداء منه بسبب نزاهته وصراحته وحب الناس له، ودبر له بعض الحاقدين عليه المكائد، واتهموه بالتواطؤ مع دولة أجنبية، وإثارة الشعب ضد سياسة الحكومة فصادر الولاة أملاكه وابتُلِي في رزقه وماله إلى أن ثبتت براءته.
الفكرة من كتاب عبد الرحمن الكواكبي
عبد الرحمن الكواكبي واحدٌ من رواد التجديد والإصلاح كان سيفه هو قلمه وأفكاره، وشخصية نالت من الثقافة القديمة والحديثة قلَّ أن نجد لها نظيرًا بين كتَّاب عصره، شخصية حاربت الاستبداد والمستبدين زمنًا وعرَّفتنا بخطورة الحكم الاستبدادي وأثره في الأمة والأفراد ووضعت الحلول لمحاربته وهو عبد الرحمن الكواكبي..
في هذا الكتاب، يأخذنا العقاد في جولة ودراسة وافية يتتبَّع فيها قصة كفاح الكواكبي، حيث يعرِّفنا فيها بحياته والجو الذي نشأ فيه، والثقافة التي تلقَّاها وعوامل تكوينه وأسباب نبوغه وذيوع صيته، ويعرفنا أبرز محطات حياته ومنهجه في الإصلاح الديني والمجتمعي والتعليمي والسياسي وأفكاره التي تبنَّاها ودافع عنها حتى وفاته.
مؤلف كتاب عبد الرحمن الكواكبي
عباس محمود العقاد: كاتب ومفكر ومؤرخ مصري، ولد بأسوان عام 1889، لم يحصل من الشهادات إلا على التعليم الابتدائي، ولكن ظهر نبوغه في مجالات مختلفة بسبب عكوفه على القراءة والتثقيف الذاتي، فكان يكتب في السياسة والفلسفة والأدب والنقد والشعر وتراجم الأعلام ومشاهير الفكر، وقد نال عضوية مجمع اللغة العربية، وكان عُضْوًا مُراسِلًا للمجمع ببغداد ودمشق.
له العديد من المؤلفات التي جاوزت المائة، أشهرها سيرته الذاتية “أنا” وسلسلة “العبقريات” و”ساعات بين الكتب” وغيرها، وله رواية واحدة فقط بين كل مؤلفاته وهي “سارة” التي خلَّد فيها قصة حبه، وقد وهب الأدب حياته ولم يتزوج، وتوفي عام 1964.